أحدث المشاركات
أحدث المشاركات
الأحد، 31 مارس 2013
إرشاد الموهوبين والمتفوقين
إعداد: موفق سعيد الخطيب
مقدمة:
ظهر مفهوم علم النفس الإرشادي في فترة متقدمة من القرن الماضي، وتطور بمرور الوقت حتى أصبح ينظر إليه على أنه علم وفن وممارسة، ويهدف إلى تيسير تفاعل الإنسان مع بيئته ضمن ثلاثة أدوار، هي: الإرشاد الوقائي، والتنموي، والعلاجي. ولعل أوضح تعريف لعلم النفس الإرشادي هو التعريف الإجرائي الذي تبنته رابطة علم النفس الأمريكية، والذي ينص على أن علم النفس الإرشادي هو " مجموع الخدمات التي يقدمها اختصاصيو علم النفس الإرشادي، لتيسير السلوك الفعال للإنسان خلال عمليات نموه على امتداد حياته كلها، مع التأكيد على الجوانب الإيجابية للنمو والتوافق في إطار مفهوم النمو". وتهدف هذه الخدمات إلى مساعدة الأفراد على اكتساب أو تغيير المهارات الشخصية- الاجتماعية، وتحسين التوافق لمطالب الحياة المتغيرة، واكتساب العديد من المهارات وحل المشكلات واتخاذ القرارات. ويستفيد من هذه الخدمات الأفراد، الأزواج، والأسر في كل مراحل العمر بهدف التفاعل بفاعلية مع المشكلات المرتبطة بالتعليم والاختيار المهني والعمل والجنس والزواج والأسرة والصحة وكبر السن والإعاقة سواء كانت اجتماعية أو جسمية. وتقدم هذه الخدمات في مؤسسات للتربية والتأهيل والصحة وفي المؤسسات العامة والخاصة. ويلاحظ أن هذا التعريف تناول علم النفس الإرشادي من جميع جوانبه، فقد تناول أهدافه وشكل الخدمات التي يقدمها والفئات المستفيدة من هذه الخدمات، والمجالات التي تتحقق فيها هذه الخدمات بالإضافة إلى الأماكن والجهات التي تقدم هذه الخدمات (يحيى، 2003).
وقد بدأ الاهتمام بالحاجات الإرشادية للطلبة الموهوبين والمتفوقين متأخراً بأكثر من ثلاثة عقود عن بداية الاهتمام بحاجاتهم التربوية أو التعليمية. ويعود الفضل بداية في إثارة الاهتمام بحاجاتهم الإرشادية للباحثة والمربية ليتا هولينغويرث (Hollingworth) التي ساهمت دراساتها في تسليط الضوء على هذه الفئة كإحدى فئات ذوي الحاجات الخاصة من الناحيتين التربوية والإرشادية. وقد قدمت أدلة ساطعة على وجود حاجات اجتماعية وعاطفية للطلبة الموهوبين والمتفوقين، وعلى عدم كفاية المناهج الدراسية العادية وعدم استجابة المناخ المدرسي العام الذي يغلب عليه طابع الفتور وعدم المبالاة تجاه الطلبة الموهوبين والمتفوقين، بالإضافة إلى وجود فجوة بين مستوى النمو العقلي والعاطفي لهؤلاء الطلبة حيث يتقدم النمو العقلي بسرعة أكبر من النمو العاطفي، كما أشارت إلى ضياع 50% أو أكثر من وقت المدرسة دون فائدة تذكر بالنسبة للطلبة الذين تبلغ نسبة ذكائهم 140 فأكثر (جروان، 2008).
وعندما بدأت حركة الاهتمام بتعليم الموهوبين، أشارت معظم الكتب والدراسات - كدراسة تيرمان الطولية (1921-1945)، ودراسة هولنغويرث (Hollingworth 1932)، إلى أن الموهوبين يوصفون بالقدرة على التكيف الاجتماعي والانفعالي المرتفع، مقارنة مع أقرانهم ذوي القدرات المتوسطة. ونتيحة لذلك كانت حركة الاهتمام بالحاجات الاجتماعية والانفعالية للطلبة الموهوبين بطيئة نسبياً، بالمقارنة مع الاهتمام بالنواحي الأكاديمية، بالإضافة إلى وجود بعض المعتقدات الاجتماعية الخاطئة عنهم، تتمثل في أنهم فئة متميزة وقادرة على شق طريقها في الحياة بقوة ويسر، ولا يمكن أن تتعرض للمشكلات، وهي الأقدر على تطويع البيئة المحيطة، والتكيف معها بشكل أفضل من الآخرين.
ومع تطور حركة تربية الموهوبين، وتطور الاهتمام بحاجاتهم الانفعالية والاجتماعية، زاد الاهتمام بالطفل الموهوب، ليكون عضواً مساهماً وفاعلاً في تطوير مجتمعه. وبالمقابل تشير الدراسات إلى أن هناك نسبة لا بأس بها من الأطفال الموهوبين يتسربون من المدارس، وتشير دراسات أخرى إلى أن بعضهم يعاني من تدني التحصيل، ومنهم من يعاني من الاكتئاب، وغيرها من الضغوطات التي قد تنبع من وجود معتقدات غير منطقية تدور حولهم وحول مواهبهم، وما يتبعها من ممارسات قد تشكل ضغطاً على مثل هؤلاء الطلبة ولا تسهم في تلبية حاجاتهم، مما قد يؤدي إلى نشوء عدة مشكلات انفعالية واجتماعية وأكاديمية.
وفي الحقيقة فإن أغلب الطلبة الموهوبين قد لا تكون لديهم القدرة على أن يشقوا طريقهم بأنفسهم، على الرغم من امتلاكهم لبعض القدرات، إلا أنّ معظمهم لا يستطيعون إظهار هذه المواهب وتطويرها دون مساعدة الآخرين. فهم بحاجة إلى خدمات أكاديمية وكذلك انفعالية من خلال فهمهم وتقبلهم ودعمهم، إذ أكدت دراسة فريمان (1991) أنّ التطور الانفعالي للأطفال الموهوبين ضمن العلاقة بين البيت والمدرسة يشوبه بعض المشكلات الانفعالية التي لا تعود إلى قدرات الموهوبين بحد ذاتها، ولكن إلى معتقدات الآخرين عنهم وممارستهم غير الداعمة، كصراع الأهل وتوقعاتهم المختلفة حول أطفالهم الموهوبين. وقد أدت نتائج مثل هذه الدراسة واهتمام عدد من الباحثين بدراسة الحاجات الاجتماعية والانفعالية للموهوبين، والموهوبين من ذوي التحصيل المتدني، والموهوبين من أبناء الريف والمناطق الأقل حظاً، والموهوبين من ذوي الإعاقة؛ إلى زيادة الاهتمام بتطوير برامج إرشادية للموهوبين، تساعد على الوقاية من الوقوع في المشكلات المختلفة، وتعمل على تقديم الخدمات الإرشادية والعلاجية المناسبة في حالة وقوعها.
وعندما يقترب الطلبة الموهوبون من إنهاء المرحلة الثانوية، يتدخل التربويون والوالدان فيما يتعلق بالدراسة الجامعية واختيار مهنة المستقبل، حرصاً منهم على أن لا تضيع مواهب أبنائهم، إذ يرى هؤلاء الراشدون أن هناك مهناً معينة يستحقها الطلبة الموهوبون كالطب، والهندسة، والمحاماة، بينما ينبغي على الطلبة الموهوبين أن لا يتوجهوا لمهن مثل التدريس، والإرشاد، والعمل الاجتماعي، والتمريض، مما يشكل مصدراً للضغط على الطلبة الموهوبين.
وتُعد عملية التخطيط للمهنة بالنسبة للطلبة الموهوبين عملية صعبة، فهم لا يعرفون عادة ماذا سيفعلون "بقية حياتهم". وعلى الرغم من نجاحهم وتفوقهم أكاديمياً إلا أن ذلك لا يعني أن لديهم خطة حول مهنة المستقبل، فقدراتهم وطموحاتهم قد لا تتحقق في أعمال هادفة أو مخططة (بوابة موهبة، بلا تاريخ).
إن الملكات أو المواهب التي وهبها الخالق جلت قدرته للإنسان تبدأ مع بداية الحياة كاستعدادات كامنة أو إمكانات محتملة، تنمو وتنضج مع نمو الفرد في مراحل حياته الأولى، وتصل إلى مرحلة يحقق فيها الفرد أعلى مراتب الابتكار والإبداع.
ويعد الموهوب ثروةً وطنيةً، وكنزاً لأمته وعاملاً من عوامل نهضة مجتمعه في مجالات الحياة العلمية والمهنية والفنية. ومن ثمّ، فإنّ استغلال قدراته استغلالاً فكرياً وتربوياً يُعد ضرورةً حتمية. فالموهوبون والمتميزون في أغلب المجتمعات، هم الذين تقوم على كواهلهم نهضتها، فهم عقولها المدبرة، وقلوبها الواعية، وواضعو الأهداف وراسمو خطط تحقيق تلك الأهداف، ومنهم يظهر القادة في مجالات الحياة المختلفة الاقتصادية والاجتماعية والصناعية والسياسية والخدمية (الزهراني، 1999).
ولعل الجميع يؤمن إلى حد كبير بالمسلمة البديهية التي تنص على أن الثروة البشرية أفضل نفعاً وأعم فائدة، وأكثر عائداً من جميع الثروات المادية الأخرى إذا ما ارتقى إعدادها، وأُحسن استغلالها، لذا يُلاحَظ اليوم بشكل ظاهر تسابق المجتمعات وسعي الأمم والبلدان في الكشف عن الأبناء المتفوقين والموهوبين والمبدعين ورعايتهم، فلقد أدركت تلك الدول أنّ قدراتها إنّما تعلو بموهوبيها ومبدعيها، وأنّها تتقدم على غيرها من الدول بعقول علمائها ومفكريها ومخترعيها (القذافي، 1996).
وهكذا، فكلما كانت البيئات المجتمعية المختلفة (الأسرة، المدرسة، وباقي مؤسسات المجتمع) مهيأة لرعاية الموهوبين وفاعلة في ذلك، أصبحت في نظر هؤلاء بيئات بهيجة وجاذبة، ومرتعاً خصباً للإنتاج والعمل، وعلى العكس من ذلك، فكلما كانت تلك البيئات غير مهيأة وغير فاعلة فإنها تصبح في نظرهم بيئات كئيبة وطاردة. وإن رعاية المتفوقين والموهوبين في أي مجتمع وتحت أي ظروف اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية أو مادية لا ينبغي أن تكون كمالية أو فكرة يتم التباهي والافتخار بها في المحافل والمنتديات المختلفة، أو أنها مكرمة تقدم لهؤلاء الطلاب تفضلاً، ولا ينبغي أن تكون بدواعي الشفقة والرفق بهم كما هي الحال بالنسبة لمعظم برامج رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة. كما أن هذا النمط من الرعاية جزء لا يتجزأ من أي نظام تربوي سليم يطبق مبدأ الفروق الفردية ويستشعر أهمية إسهامات الطلاب في تنمية المجتمع والرقي بمستويات المعيشة. وأخيراً، تنبع أهمية رعاية المتفوقين والموهوبين من حاجة أي مجتمع لهذه الفئة كقادة للأمة والسير قدماً بالمجتمع إلى مصاف الدول المتقدمة.
خصائص الموهوبين والمتفوقين
يلاحظ المتتبع لتطور حركة تعليم الأطفال الموهوبين والمتفوقين منذ بداية العقد الثالث من القرن العشرين أن موضوع الخصائص السلوكية للأطفال الموهوبين والمتفوقين عقليا كان ولا يزال على رأس قائمة الموضوعات التي تحظى باهتمام كبير في مراجع علم نفس الموهبة. وقد تركزت دراسات الرواد وكتاباتهم في مجال الكشف عن هؤلاء الأطفال ورعايتهم على تجميع الخصائص السلوكية والحاجات المرتبطة بها لدراستها وفهمها.
وقد اشتقت الخصائص السلوكية للمبدعين والموهوبين والمتفوقين من واقع مراجعة السير الذاتية وتحليلها لعدد من العظماء والعباقرة الذين تركوا بصمات واضحة في سجل الحضارة الإنسانية في مجال العلوم والآداب والفنون والسياسة والحرب والفلسفة والاجتماع.
وإذا شبهنا عقل الإنسان بالحاسوب الذي يشتمل على ثلاث وحدات رئيسية هي: وحدة المدخلات الحسية ووحدة الاختزان ووحدة المعلومات، فإن الأطفال الموهوبين والمتفوقين يتميزون بأنهم قادرون على استقبال معلومات أكثر حول ما يدور في محيطهم، واختزان كم أكبر منها، واستخدام أساليب عديدة ومتنوعة في معالجة المعلومات المتوافرة لديهم.
وهناك من أورد قوائم من الخصائص السلوكية التي تعتبر مؤشرات على الموهبة في سن ما قبل المدرسة، تتضمن مجموعة من الخصائص والسلوكات الدالة عليها، ومن أبرز هذه الخصائص:
الاكتساب المبكر للغة: ومن السلوكات الدالة عليها: يستخدم كلمات كثيرة، يركب جملاً طويلة ومعقدة، يتكلم مبكراً وكثيراً. مع ملاحظة أن بعض الأطفال الموهوبين والمتفوقين يبدأون الكلام في سن متأخرة، ولكن ما أن يتكلموا حتى يظهروا قدرة متميزة في اللغة.
المهارات الحركية: ومن السلوكات الدالة عليها: يمشي ويتسلق ويركض بصورة متوازنة في سن مبكرة، يستطيع التحكم بسهولة بأدوات صغيرة كالمقصات والأقلام ويستطيع نسخ الكلمات والصور ويتعامل مع الأدوات جيداً.
الخصائص العقلية: ومن السلوكات الدالة عليها: يقرأ الإشارات وحتى الكتب، يحل مسائل رياضية، يستخلص علاقات بين أفكار متباعدة، يتذكر الأحداث والحقائق، يهتم بالقضايا الاجتماعية والأخلاقية، لديه قدرة على الانتباه لفترة طويلة، ويسأل لماذا.
الخصائص الاجتماعية: ومن السلوكات الدالة عليها: يشفق على الآخرين ويتعاطف معهم، واثق بنفسه ومستقل، ينظم ويقود نشاطات الجماعة، يبني علاقات جيدة مع الأطفال الأكبر سناً والراشدين، يحترم ويقدر أفكار الرفاق والمعلمين وآرائهم، يعترف بحقوق الآخرين، لا يحب تدخل الآخرين في شؤونه الخاصة.
الخصائص الإبداعية: ومن السلوكات الدالة عليها: يتمتع بخيال قوي، يستمتع باللعب بالكلمات والأفكار، يظهر مستوى متطوراً من الحس بالدعابة اللفظية، يستخدم الأدوات والألعاب والألوان بطرق تخيلية، يعزف على آلة موسيقية.
الخصائص الخاصة: ومن السلوكات الدالة عليها: يمارس ألعاب رياضية بشكل جيد، يغني، يجمع طوابع أو عملات أو بطاقات، غالباً ما يظهر قدرة متميزة في مجال ما.
ويعد التعرف على خصائص الموهوبين والمتفوقين في غاية الأهمية، حيث يجمع الباحثون والمربون في مجال تعليم الأطفال الموهوبين والمتفوقين على ضرورة استخدام قوائم الخصائص السلوكية كأحد محكات عملية التعرف أو الكشف عن هؤلاء الأطفال واختيارهم للبرامج التربوية الخاصة. كما أن هناك علاقة قوية بين الخصائص السلوكية والحاجات المترتبة عليها وبين نوع البرامج التربوية والإرشادية الملائمة. ذلك أن الوضع الأمثل لخدمة الموهوب والمتفوق هو ذلك الذي يوفر مطابقة بين عناصر القوة والضعف لديه وبين مكونات البرنامج التربوي المقدم له، أو الذي يأخذ بعين الاعتبار حاجات هذا الموهوب والمتفوق في المجالات المختلفة.
إنّ أهمية تعرُّف الطالب إلى الخصائص السلوكية التي يتميز بها الموهوبون تسهم في اكتشاف الذات وتحديد مجالات الاهتمام، والتخفيف من المشكلات والمعاناة التي قد يواجهها الموهوب جراء عدم تفهُّم الآخرين له، والتخفيف من حدة التأثر بسخرية الأقران.
وإنّ وعي الأسرة ومعرفتها بخصائص طفلها الموهوب يُسهم في تطوير قدراتها على ملاحظة هذه الخصائص والتعامل معها بإيجابية، ورصدها بهدف تنميتها وتطويرها، وتجنّب الممارسات الخاطئة التي قد تعيق تألُّقها، وتعزيز خصائص الموهبة لدى الطفل من خلال توفير المصادر، وإثراء البيئة المحيطة الداعمة لمجالات التميُّز لديه، والعمل على توجيهه إلى النشاطات الملائمة، وترشيح الطفل للبرامج التعليمية الخاصة بالموهوبين، والتعاون مع المؤسسة التعليمية في تربية الطفل وتنشئته وتوجيه طاقاته.
أما بالنسبة للتربويين، فإن تطوير الوعي بالخصائص السلوكية للطلبة الموهوبين ومراعاتها في أثناء عملية التعلّم والتعليم يسهم في المساعدة في التعرف إلى الطلبة الموهوبين والكشف عنهم، واختيار البرامج التربوية والإرشادية الملائمة لهم، وتقديم خدمات تربوية ملائمة داخل الصف العادي تلبيّ حاجات الطلبة الموهوبين. وإن توعية المجتمع بخصائص الطلبة الموهوبين يساعد على فهم أفضل لطبيعة هذه الفئة، ودعم تنشئتها.
وقد ذكر العديد من المختصين أشكالاً عديدة من التصنيفات للخصائص السلوكية التي يتمتع بها الموهوبون والمتفوقون (جروان، 2008).
الخصائص المعرفية والانفعالية للموهوبين والمتفوقين
يتميز الأطفال الموهوبون والمتفوقون عقلياً بخصائص سلوكية معرفية تميزهم عن أقرانهم في مرحلة مبكرة من نموهم. وتلعب التنشئة الأسرية والظروف المحيطة دوراً هاماً في استمرار تنمية هذه الخصائص بسبب حساسية الموهوب والمتفوق، وقد تؤدي إلى جعلها قوى سلبية معيقة للتعلم.
والأطفال الموهوبون والمتفوقون ليسوا مجتمعاً متجانساً، فكلما ازدادت درجة الموهبة والتفوق عند الفرد ازدادت درجة تفرده عن غيره.
ومن أبرز الخصائص المعرفية للموهوبين والمتفوقين ما يلي:
أولاً: إدراك النظم الرمزية والأفكار المجردة: فهم يظهرون قدرة فائقة على تعلم النظم اللغوية والرياضية ومعالجتها في مرحلة مبكرة من العمر، وسرعان ما يُعرفون لدى الوالدين والمعلمين بمهاراتهم في هذه الجوانب.
ثانياً: حب الاستطلاع: فهم يكشفون في سن مبكرة عن رغبة قوية في التعرف على العالم من حولهم وفهمه من خلال قوة ملاحظتهم وطرحهم تساؤلات تبدو غير منسجمة مع مستواهم العمري أو الصفي الأمر الذي يتطلب جدية الراشدين في الاستجابة لهذه التساؤلات التي تعتبر عنصراً هاماً في بناء الشخصية الاستكشافية وتقويتها لدى الطفل.
ثالثاً: الاستقلالية: فالموهوب والمتفوق يتميز بنزعة قوية للعمل منفرداً ولاكتشاف الأشياء بطريقته الخاصة بأقل قدر من التوجيه من قبل المعلمين أو الوالدين، وهذا يشير إلى وجود دوافع داخلية بدلا ًمن الدوافع الخارجية التي تستند إلى أساليب المكافأة والعقاب كما هو لدى الطالب العادي.
رابعاً: قوة التركيز: فالموهوب والمتفوق يتمتع بقدرة فائقة على التركيز على المشكلة أو المهمة التي يقوم بمعالجتها، ويرافق هذه القدرة على التركيز طول مدة الانتباه. وتلعب هذه القدرات دوراً مهماً في تحقيق إنجازات على مستوى المهنة أو التخصص في المستقبل. وتشير الدراسات إلى أن العلاقة طردية بين الذكاء وبين عدد ساعات التركيز.
خامسا: قوة الذاكرة: يوصف الأطفال الموهوبون والمتفوقون باتساع معارفهم وعمقها وقدرتهم على اكتساب كم هائل من المعلومات حول موضوعات متنوعة واختزانها. وتجدر الإشارة إلى أن الذاكرة القوية تعتبر أعظم سلاح عقلي يمتلكه الفرد. وتشير الدراسات إلى أن معاملات الارتباط عالية بين الذكاء والذاكرة والنجاح في الامتحانات.
سادساً: الولع بالمطالعة: يوصف هؤلاء الأطفال بأنهم مهووسو كتب مولعون بالقراءة وقراءاتهم متنوعة متبحرة، ويفضلون قراءة كتب في مستوى كتب الراشدين. كما أن استعدادهم للقراءة يظهر في سن مبكرة قد يكون في سن الثالثة.
سابعاً: تنوع الاهتمامات: فهم يتصفون بتنوع اهتماماتهم وهواياتهم وكثرتها، ومن أبرزها تجميع الأشياء وترتيبها مثل الطوابع والعملات القديمة والبطاقات البريدية والصخور والصور وغيرها.
ثامناً: تطور لغوي مبكر: فهم يظهرون مستويات متقدمة من التطور اللغوي والقدرة اللفظية، وتكون حصيلتهم من المفردات متقدمة على أبناء عمرهم أو صفهم، ويستخدمون تعابير لغوية في جمل مفيدة وتراكيب معقدة، ويتسم سلوكهم اللفظي بالطلاقة والوضوح.
أما الخصائص الانفعالية للموهوبين والمتفوقين فتتمثل في أنهم يتمتعون باستقرار عاطفي واستقلالية ذاتية، وكثيرون منهم يلعبون أدواراً قيادية على المستوى الاجتماعي في شتى مراحل دراستهم، كما أنهم أقل عرضة للاضطرابات الذهانية والعصابية من الأطفال العاديين ويبدون سعداء يحبهم زملاؤهم. كما أنهم يتصفون بما يلي:
أولاً: النضج الأخلاقي المبكر: حيث يكون لديهم إدراك قوي لمفهوم العدالة في علاقاتهم مع الآخرين، وينشغلون بنشاطات مرتبطة بالعدالة الاجتماعية والمساواة، كما أنهم يهتمون بمشكلات الآخرين ويميلون لتقديم المساعدة لهم، وتكون لديهم قدرات على التمييز بين الصواب والخطأ، ويتطور لديهم نظام من القيم في مرحلة مبكرة، كما أنهم يبالغون في نقد الذات ونقد الآخرين، ويفضلون اللعب مع من هم أكبر منهم سناً.
ثانياً: حس الدعابة: فهم يلجأون إلى استخدام النكتة اللاذعة أو المبطنة، وقد يظهر ذلك من خلال التواصل اللفظي أو على شكل رسومات أو كتابات أو تعليقات ساخرة من دون أن يقصد بها إيذاء الآخرين.
ثالثاً: القيادية: فهم يمتلكون قدرة غير عادية على التأثير على الآخرين أو إقناعهم أو توجيههم.
رابعاً: الحساسية المفرطة والحدة الانفعالية: فهم يظهرون عادة حساسية شديدة لما يدور حولهم، وكثيراً ما يشعرون بالضيق أو الفرح في مواقف قد تبدو عادية لدى غيرهم من الأطفال العاديين، ويتميز بعضهم بحدة الانفعالات في استجاباتهم، الأمر الذي يعرضهم لمشكلات في البيت والمدرسة ومع الرفاق. وتعتبر هذه السمة المظهر الأكثر وضوحاً في النمو العاطفي للطفل الموهوب والمتفوق، وهي القوة المحركة للموهبة.
خامساً: الكمالية: وأبرز ما يميزهم التفكير بمنطق كل شيء أو لا شيء، وأنهم يضعون معايير متطرفة غير معقولة، ويسعون بشكل قهري لبلوغ أهداف مستحيلة، ويقيمون ذواتهم على أساس مستوى الإنجاز والإنتاجية (جروان، 2008).
ويرى جروان (2008) أن الطلاب الموهوبين بحاجة إلى برامج تربوية وخدمات متمايزة عن البرامج والخدمات التقليدية المتوافرة في المدارس العادية، مستنداً في ذلك على مجموعة من المبررات لفلسفة إنشاء برامج خاصة لتربية وتعليم الموهوبين، من أهمها:
أولاً: قصور مناهج التعليم العام: تتصف مناهج التعليم المدرسي العام بطبيعتها بأنها جماعية التوجه نظراً لمحدودية الوقت المخصص لكل مادة دراسية، وطول المنهاج المقرر لها، والأعداد الكبيرة للطلبة في معظم الصفوف الدراسية. ويبدو أنه لا خيار للمعلم من الناحية العملية سوى التركيز على الأغلبية التي تقع عادة حول الوسط. وربما يوجه المعلم اهتماماً أكبر لأولئك الذين يتميزون بقدرات دون الوسط، أما اللامعون من الطلبة فلا حظ لهم إلا الانشغال بمهمات ومسائل إضافية من المستوى نفسه الذي يعطى للأغلبية في أحسن الأحوال. وقد أثبتت الدراسات أن الطلبة الموهوبين والمتفوقين يحتاجون إلى رعاية تربوية متمايزة إضافة لما يقدم عادة في برامج المدرسة العادية.
إن الفروق الفردية في مستوى التحصيل الدراسي بين طلبة الصف العادي تتراوح بين 4-8 سنوات. ومن الطبيعي أن تزداد الفروق الفردية مع تحسن نوعية التعليم الصفي ومع التقدم في السلم الدراسي. كما أنه من المتوقع في مثل هذا الوضع أن يواجه المعلمون صعوبة في التعامل مع الحالات المتطرفة من الطلبة سواء أكانوا موهوبين ومتفوقين أم معوقين عقلياً، وأن يواجه هؤلاء الطلبة حالة من الضجر والملل نتيجة لعدم تحدي قدراتهم إذا كانوا موهوبين ومتفوقين، أو لعدم قدرتهم على الارتقاء إلى مستوى المهمات والبرامج التعليمية التي تصمم عادة للطلبة المتوسطين إذا كانوا من ذوي صعوبات التعلم أو الإعاقات العقلية.
وإذا كان الاتفاق واسعاً بين المربين والباحثين ومتخذي القرار على ضرورة إدخال تعديلات على النظام التربوي لحل مشكلة الطلبة الذين يقعون في أدنى سلم القدرة، فإن المختصين في علم نفس الموهبة يستخدمون نفس المنطق في دفاعهم عن حاجة الموهوبين والمتفوقين لبرامج خاصة.
ثانياً: التربية الخاصة حق للطفل الموهوب والمتفوق: ينتمي الأطفال الموهوبون والمتفوقون إلى مجتمع ذوي الاحتياجات الخاصة، ولذلك فهم بحاجة إلى رعاية خاصة ومن حقهم أن يحصلوا على فرص متكافئة كغيرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة في المؤسسات التربوية مثل بطيئي التعلم والمعوقين عقلياً.
ومن الطريف في هذا الصدد أن نشير إلى أن اختبار بينيه للذكاء الذي وضع أساساً للكشف عن الأطفال الأغبياء أو ذوي القدرة العقلية المتدنية حتى يمكن عزلهم وتنظيم برامج تربوية خاصة لهم، هو الاختبار نفسه الذي طوره لويس تيرمان ونقل إلى دول عديدة ليحتل المركز الأول بين أساليب الكشف عن الأطفال الموهوبين والمتفوقين من أجل إلحاقهم ببرامج خاصة.
أما الزعم بأن الطفل الموهوب والمتفوق لا يحتاج مساعدة ويستطيع النجاح بالاعتماد على نفسه فقد أثبتت الدراسات عدم صحته بعد أن تبين وجود نسبة لا بأس بها من الموهوبين والمتفوقين بين المتسربين من المدارس قبل إكمال دراساتهم. وتزداد أهمية التربية الخاصة بالنسبة لأطفال الطبقات المتوسطة والفقيرة ممن لا تتوفر في بيوتهم مكتبات أو أدوات موسيقى أو حواسيب أو غيرها من المثيرات التربوية.
ثالثاً: رفاه المجتمع وتنميته: يمثل الأطفال الموهوبون والمتفوقون ثروة وطنية في غاية الأهمية ومن الواجب أن لا يتم تبديدها بالإهمال وانعدام الرعاية. كما أن وقوف المجتمع في وجه التحديات التي تفرضها طبيعة العصر يعتمد بدرجة كبيرة على مدى الرعاية التي تقدم لهذه الفئة وتوفير الفرص التربوية المناسبة التي يمكن أن تساعد كل طفل في الوصول إلى أقصى طاقاته. ولا يخفى على أحد أن الصراع الحالي والمستقبلي بين دول العالم محكوم بقدراتها في المجالات العلمية والتقنية والاقتصادية والعسكرية، ولا شك أن العقول يمكن أن تلعب دوراً بارزاً في تحقيق إنجازات وطنية على هذه الصعد. ومن خلال هذا الدور يسهم الموهوبون والمتفوقون في رفاه المجتمع وتنميته وضمان أمنه ومستقبله.
رابعاً: تكافؤ الفرص: تبرز المجتمعات الديمقراطية في دساتيرها وقوانينها ونظمها السياسية والاقتصادية والتربوية مبادئ المساواة والعدالة وتكافؤ الفرص وتحرص على تطبيقها بين أفرادها. وليس هناك خلاف على أن هذه المبادئ تمثل قيماً اجتماعية سامية. ولكن المشكلة تكمن أساساً في حالة الخلط بين مفهوم المساواة ومفهوم تكافؤ الفرص من ناحية وفي التطبيق من ناحية أخرى. إن تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص في المدرسة يعني أن تهيأ الظروف الملائمة لكل طالب كي يتقدم بأقصى طاقته وأن يحقق ذاته، وهذا هو ما يطمح إليه المدافعون عن حق الطفل الموهوب والمتفوق في الحصول على برنامج تربوي يلبي احتياجاته ويتحدى قدراته.
خامساً: النمو المتوازن للطفل الموهوب: يتعرض بعض الأطفال الموهوبين والمتفوقين لمشكلات تكيفية مع محيطهم من جراء التفاوت في مستويات نموهم الحركي والعقلي والانفعالي. وقد وصفت الباحثة هولينغويرث المشكلات التي يعاني منها الأطفال الموهوبون والمتفوقون، ولا سيما أولئك الذين يتمتعون بمستويات ذكاء مرتفعة، وأوضحت أن الاختلالات الكبيرة بين مستوى النمو العقلي ومستوى النمو الانفعالي للطفل يؤدي في معظم الحالات إلى معاناة في الجوانب العاطفية والاجتماعية. وقد سبق أن أشرنا إلى الخصائص السلوكية للأطفال الموهوبين والمتفوقين وما يمكن أن يترتب عليها من مشكلات تكيفية لا تقتصر على المستوى الانفعالي فحسب بل قد تمتد لتشمل المستوى المعرفي كما يعكسه التحصيل المدرسي.
إن العزلة والانطوائية وعدم تقبل الروتين ونقد الذات ونقد الآخرين بقسوة، والنزعة للكمال والهروب من مواجهة المواقف أحياناً وتدني التحصيل المدرسي ليست سوى أمثلة محدودة لبعض المشكلات التي قد يتعرض لها بعض الطلبة من الموهوبين والمتفوقين. ومن الطبيعي أن يكون التدخل المبرمج من قبل المعلمين والمرشدين وسيلة فعالة لوقاية هؤلاء الطلبة وإنقاذهم من المعاناة والمضاعفات التي قد تترتب على استمرارها (جروان، 2008).
ونتيجة لحاجات المتميزين التي عبر عنها الباحثون والأهالي، تولدت برامج وقائية لحمايتهم من الوقوع في المشكلات وبرامج إرشادية وعلاجية. فمنها برامج عمدت إلى تدريب الطلبة عى أنشطة هامة وأساسية لتطورهم الاجتماعي والانفعالي وبرامج اعتمدت على المتابعة الطولية لهم عبر مراحل تطورهم المستمرة مع التركيز على متابعة ثباتهم الانفعالي والاهتمام بتطورهم العقلي والاجتماعي. ويرى الباحثون أن الحرمان الاقتصادي والعزلة الجغرافية هي من أهم أسباب ظهور مشكلات عند الأطفال المتميزين. كذلك فإن غياب الدعم الأسري والتوجيه المهني يؤدي إلى تعرض المتميزين إلى مشكلات مختلفة، حيث بينت بعض الدراسات أن 18% من الشباب المحكومين بجنايات كبرى أو الذين يحولون إلى دور الأحداث هم من الأذكياء ( سرور، 1998).
وتصنف مشكلات الموهوبين في ثلاث فئات تأخذ أولاها طابعاً معرفياً وتتعلق بالتحصيل، فيما تأخذ الثانية طابعاً انفعالياً وتتعلق بالتكيف مع الذات والآخرين، بينما تتعلق الثالثة بتحديد الأهداف المهنية للمستقبل.
ويتركز الإرشاد في مجالات عدة يتمثل الأول في مفهوم الذات، فالأطفال الموهوبون ينظرون بإيجابية لأنفسهم لكن رفاقهم ومعلميهم ينظرون إليهم بسلبية. أما المراهقين الموهوبين فينظرون بإيجابية لقدراتهم الأكاديمية ونموهم الشخصي لكن تصنيفهم كموهوبين يحمل آثاراً سلبية بالنسبة لعلاقاتهم الاجتماعية وبخاصة مع الرفاق. ويتمثل الثاني في تدني مستوى التحصيل لدى الموهوبين. كما يتمثل الثالث في الاختيار المهني، فتعدد الاختيارات المتاحة قد يؤدي إلى الإحباط. في حين يتمثل الرابع في الأسرة والمدرسة.
ومن المؤشرات التي تساعد على تحديد الحالات التي تتطلب الإرشاد الفردي المنافسة المحمومة مع الرفاق، العزلة والانطوائية، اختلال العلاقات داخل الأسرة، عدم القدرة على الضبط عند الغضب، الاكتئاب والملل المستمر، تدني التحصيل المزمن، الصدمة لوفاة عزيز، والانحراف السلوكي والعاطفي.
وتستخدم في الإرشاد الفردي أساليب المقابلة، التعبير الكتابي قبل المقابلة وبعدها، التلمذة، والنشرات الإرشادية التي تستخدم في الإرشاد الفردي والجمعي. أما أساليب الإرشاد الجمعي فتعتمد على الندوات واللقاءات الدورية، خدمة المجتمع والأعمال التطوعية، والتدريب على القيادة (جروان، 2008).
ويحتاج المرشدون في تطوير برامجهم الإرشادية وتنفيذها إلى قاعدة من المعلومات الموضوعية والموثوقة حول الطلبة الموهوبين. ولتحقيق هذا الغرض تُستخدم العديد من أدوات التقييم عادةً في إرشاد الطلبة الموهوبين سواءٌ أكان ذلك بالأسلوب المباشر أو غير المباشر، وذلك بهدف الوصول إلى تحليل منسق لقدرات الطلبة، وما يتضمنه من استعداداتهم وإنجازاتهم وتكيفهم النفسي، والتعرف إلى مفهوم الذات لديهم، وتقديرهم لذواتهم، وما يتمتعون به من خصائص شخصية ترتبط بالموهبة، والتعرف إلى طموحهم المهني ومستوى نضجهم المهني، والتعرف إلى ما يتمتعون به من خصائص نفسية تعلمية متعددة، وعاداتهم الدراسية، وجمع المعلومات لمساعدة الطالب على اتخاذ القرار السليم في المجالات الأكاديمية والمهنية، وجمع المعلومات للمساهمة في مواجهة المشكلات التي قد تواجه بعضهم، واستخدام المقاييس في الإرشاد، وذلك بهدف تحديد الحاجات الخاصة بالموهوبين.
وتتضمن برامج الإرشاد غالباً ثلاثة عناصر هي: (الإرشاد الأكاديمي، والمهني، والتكيف النفسي والاجتماعي). لكن أدوات القياس ترشد إلى أهمية كل عنصر من العناصر السابقة، وأيّها يجب أن يحظى بالأولوية. ويوجد أسلوبان للتقييم في الإرشاد هما:
• أساليب التقييم غير الرسمية: وهي متنوعة ومتعددة ومنها: ملف الطالب، والملاحظة العلمية، وقوائم الشطب، وسلالم التقدير التي تسهم في تقييم مجالات النمو، والتكيف الشخصي والاجتماعي، ودراسة الاتجاهات والميول عند الطالب الموهوب.
أساليب التقييم الرسمية: وتستخدم للمساعدة في تحديد المشكلات التي قد تواجه الطالب الموهوب، على أن تكون هذه المقاييس مقننة وتتمتع بالصدق والثبات، ولها أدلة تساعد في التطبيق وتفسير النتائج ورصد العلامات، ومن هذه الأساليب: مقاييس إدراك الذات، والمقاييس التي تركز على مفهوم الذات، والتكيف النفسي الاجتماعي، وغيرها من المقاييس (بوابة موهبة، بلا تاريخ).
وبالرغم من أن أهمية الوالدين في النمو الاجتماعي والتربوي للأطفال الموهوبين قد حظيت باهتمام كبيرعلى الدوام إلا أن الأدلة العلمية التجريبية الدالة على ذلك قليلة جداً. وتشير الدراسات إلى أهمية البيئة الأسرية والعلاقات الأسرية بالنسبة للتحصيل المستقبلي للأطفال الذين يتمتعون بقدرات عالية.
إن هناك حاجة كبيرة إلى إجراء المزيد من البحوث التجريبية وإلى تكرار الدراسات حول التفاعلات بين الآباء والأبناء الموهوبين. فالآباء باستطاعتهم أن يلعبوا مهماً في الكشف عن الموهبة وفي النمو التربوي للأطفال الموهوبين. كما أنهم يحارون في أمر أطفالهم الموهوبين نتيجة عدم استعدادهم لتنشئة طفل خاص وافتقارهم إلى المعرفة اللازمة بطبيعة الموهبة والإبداع، وبالتالي فهم لا يعرفون بوضوح طبيعة الدور الذي عليهم أن يلعبوه فيما يتعلق بالمدرسة، بيد أن الممارسات الواعدة بدأت تنبثق عندما ابتدأ الآباء يشاركون بفاعلية في نشاطات المدرسة (الخطيب وآخرون، 1992).
لقد ربط الأدب التربوي بين حلول مشكلات المتميزين والوقاية منها ودور كل من الأهل والمعلمين في ذلك. فقد أكد وكسلر (1995) على أهمية الرعاية المبكرة للأطفال المتميزين لما لها من آثار وقائية، كما دعا رنكو (1989) إلى إرشاد الأهل كي يكونوا أكثر فهماً ومعرفة بقدرات واحتياجات أبنائهم. إلا أن الكثير من التربويين ركزوا على أهمية صفات معلم المتميزين، وعلى بعض المهارات الأساسية مثل الوعي بفهم الذات وتقبل الآخرين ومهارات التواصل ومهارات تقليل الصراع ومهارات التفاعل والاسترخاء والتحليل البصري والإبداع والمناقشة.
وأكد هاريز (1995) على أن البرامج التعليمية والإرشادية الموجهة للمتميزين تساعد الطلبة في السيطرة على بيئتهم المحيطة، كما أكد آخرون على أهمية البرامج الإثرائية في مساعدة المتميزين على بناء صداقات جيدة ومساهمتها في رفع مستوى العلاقات الاجتماعية ( سرور، 1998).
وتتعدد البرامج الإرشادية التعليمية التي تسهم في الوقاية من التعرض للمشكلات عند الطلبة الموهوبين، وذلك للعمل على تلبية الحاجات الانفعالية والاجتماعية لديهم ومنها:
• برامج مراجعة السير الذاتية للقادة والعلماء والأدباء الذين ساهموا في تقدم البشرية.
• برامج استعراض قصص وروايات، أبطالها موهوبون ذوو إنجازات إيجابية متميزة للبشرية.
• برامج تدريبية في مجال تطوير مفهوم الذات.
• برامج في تعليم مهارات الاتصال.
• برامج توعية للأهالي والمجتمع المحلي في مجال الحاجات الانفعالية والاجتماعية للموهوبين، وبخاصة برامج الحوار، والنشرات، والملصقات، والندوات.
وهناك العديد من البرامج التعليمية الأخرى المرادفة للبرامج الأكاديمية، يمكن أن تعمل كبرامج تعليمية أكاديمية، وفي الوقت نفسه تُستخدم كبرامج إرشادية تعليمية وقائية مثل:
• برامج في الكتابة الإبداعية والتعبير وتنمية مواهب الشعر والكتابة.
• برامج التعبير الأدائي والتمثيلي. وبرامج في خدمة المجتمع. و التلمذة.
وهناك العديد من البرامج الأخرى (بوابة موهبة، بلا تاريخ).
المراجع:
1. جروان، فتحي (2008).الموهبة والتميز والإبداع، ط3، عمّان: دار الفكر.
2. الخطيب، جمال والحديدي، منى والسرطاوي، عبد العزيز(1992). إرشاد أسر الأطفال ذوي الحاجات الخاصة – قراءات حديثة، ط2، عمّان: دار حنين.
3. سرور، ناديا هايل (1998). مدخل إلى تربية المتميزين والموهوبين، ط1، عمّان: دار الفكر.
4. القذافي، رمضان محمد (1996). رعاية الموهوبين والمبدعين. الإسكندرية: المكتبة الجامعية.
5. الزهراني، أحمد خميس (1999). برنامج إرشادي مقترح لتنمية بعض جوانب الشخصية لدى الأطفال الموهوبين. ورقة عمل مقدمة لمؤتمر الطفل الموهوب استثمار للمستقبل. البحرين: الجمعية البحرينية لتنمية الطفولة.
6. يحيى، خولة أحمد (2003). إرشاد أسر ذوي الاحتياجات الخاصة، ط1، عمان: دار الفكر.
7. http://www.mawhiba.org
مقدمة:
ظهر مفهوم علم النفس الإرشادي في فترة متقدمة من القرن الماضي، وتطور بمرور الوقت حتى أصبح ينظر إليه على أنه علم وفن وممارسة، ويهدف إلى تيسير تفاعل الإنسان مع بيئته ضمن ثلاثة أدوار، هي: الإرشاد الوقائي، والتنموي، والعلاجي. ولعل أوضح تعريف لعلم النفس الإرشادي هو التعريف الإجرائي الذي تبنته رابطة علم النفس الأمريكية، والذي ينص على أن علم النفس الإرشادي هو " مجموع الخدمات التي يقدمها اختصاصيو علم النفس الإرشادي، لتيسير السلوك الفعال للإنسان خلال عمليات نموه على امتداد حياته كلها، مع التأكيد على الجوانب الإيجابية للنمو والتوافق في إطار مفهوم النمو". وتهدف هذه الخدمات إلى مساعدة الأفراد على اكتساب أو تغيير المهارات الشخصية- الاجتماعية، وتحسين التوافق لمطالب الحياة المتغيرة، واكتساب العديد من المهارات وحل المشكلات واتخاذ القرارات. ويستفيد من هذه الخدمات الأفراد، الأزواج، والأسر في كل مراحل العمر بهدف التفاعل بفاعلية مع المشكلات المرتبطة بالتعليم والاختيار المهني والعمل والجنس والزواج والأسرة والصحة وكبر السن والإعاقة سواء كانت اجتماعية أو جسمية. وتقدم هذه الخدمات في مؤسسات للتربية والتأهيل والصحة وفي المؤسسات العامة والخاصة. ويلاحظ أن هذا التعريف تناول علم النفس الإرشادي من جميع جوانبه، فقد تناول أهدافه وشكل الخدمات التي يقدمها والفئات المستفيدة من هذه الخدمات، والمجالات التي تتحقق فيها هذه الخدمات بالإضافة إلى الأماكن والجهات التي تقدم هذه الخدمات (يحيى، 2003).
وقد بدأ الاهتمام بالحاجات الإرشادية للطلبة الموهوبين والمتفوقين متأخراً بأكثر من ثلاثة عقود عن بداية الاهتمام بحاجاتهم التربوية أو التعليمية. ويعود الفضل بداية في إثارة الاهتمام بحاجاتهم الإرشادية للباحثة والمربية ليتا هولينغويرث (Hollingworth) التي ساهمت دراساتها في تسليط الضوء على هذه الفئة كإحدى فئات ذوي الحاجات الخاصة من الناحيتين التربوية والإرشادية. وقد قدمت أدلة ساطعة على وجود حاجات اجتماعية وعاطفية للطلبة الموهوبين والمتفوقين، وعلى عدم كفاية المناهج الدراسية العادية وعدم استجابة المناخ المدرسي العام الذي يغلب عليه طابع الفتور وعدم المبالاة تجاه الطلبة الموهوبين والمتفوقين، بالإضافة إلى وجود فجوة بين مستوى النمو العقلي والعاطفي لهؤلاء الطلبة حيث يتقدم النمو العقلي بسرعة أكبر من النمو العاطفي، كما أشارت إلى ضياع 50% أو أكثر من وقت المدرسة دون فائدة تذكر بالنسبة للطلبة الذين تبلغ نسبة ذكائهم 140 فأكثر (جروان، 2008).
وعندما بدأت حركة الاهتمام بتعليم الموهوبين، أشارت معظم الكتب والدراسات - كدراسة تيرمان الطولية (1921-1945)، ودراسة هولنغويرث (Hollingworth 1932)، إلى أن الموهوبين يوصفون بالقدرة على التكيف الاجتماعي والانفعالي المرتفع، مقارنة مع أقرانهم ذوي القدرات المتوسطة. ونتيحة لذلك كانت حركة الاهتمام بالحاجات الاجتماعية والانفعالية للطلبة الموهوبين بطيئة نسبياً، بالمقارنة مع الاهتمام بالنواحي الأكاديمية، بالإضافة إلى وجود بعض المعتقدات الاجتماعية الخاطئة عنهم، تتمثل في أنهم فئة متميزة وقادرة على شق طريقها في الحياة بقوة ويسر، ولا يمكن أن تتعرض للمشكلات، وهي الأقدر على تطويع البيئة المحيطة، والتكيف معها بشكل أفضل من الآخرين.
ومع تطور حركة تربية الموهوبين، وتطور الاهتمام بحاجاتهم الانفعالية والاجتماعية، زاد الاهتمام بالطفل الموهوب، ليكون عضواً مساهماً وفاعلاً في تطوير مجتمعه. وبالمقابل تشير الدراسات إلى أن هناك نسبة لا بأس بها من الأطفال الموهوبين يتسربون من المدارس، وتشير دراسات أخرى إلى أن بعضهم يعاني من تدني التحصيل، ومنهم من يعاني من الاكتئاب، وغيرها من الضغوطات التي قد تنبع من وجود معتقدات غير منطقية تدور حولهم وحول مواهبهم، وما يتبعها من ممارسات قد تشكل ضغطاً على مثل هؤلاء الطلبة ولا تسهم في تلبية حاجاتهم، مما قد يؤدي إلى نشوء عدة مشكلات انفعالية واجتماعية وأكاديمية.
وفي الحقيقة فإن أغلب الطلبة الموهوبين قد لا تكون لديهم القدرة على أن يشقوا طريقهم بأنفسهم، على الرغم من امتلاكهم لبعض القدرات، إلا أنّ معظمهم لا يستطيعون إظهار هذه المواهب وتطويرها دون مساعدة الآخرين. فهم بحاجة إلى خدمات أكاديمية وكذلك انفعالية من خلال فهمهم وتقبلهم ودعمهم، إذ أكدت دراسة فريمان (1991) أنّ التطور الانفعالي للأطفال الموهوبين ضمن العلاقة بين البيت والمدرسة يشوبه بعض المشكلات الانفعالية التي لا تعود إلى قدرات الموهوبين بحد ذاتها، ولكن إلى معتقدات الآخرين عنهم وممارستهم غير الداعمة، كصراع الأهل وتوقعاتهم المختلفة حول أطفالهم الموهوبين. وقد أدت نتائج مثل هذه الدراسة واهتمام عدد من الباحثين بدراسة الحاجات الاجتماعية والانفعالية للموهوبين، والموهوبين من ذوي التحصيل المتدني، والموهوبين من أبناء الريف والمناطق الأقل حظاً، والموهوبين من ذوي الإعاقة؛ إلى زيادة الاهتمام بتطوير برامج إرشادية للموهوبين، تساعد على الوقاية من الوقوع في المشكلات المختلفة، وتعمل على تقديم الخدمات الإرشادية والعلاجية المناسبة في حالة وقوعها.
وعندما يقترب الطلبة الموهوبون من إنهاء المرحلة الثانوية، يتدخل التربويون والوالدان فيما يتعلق بالدراسة الجامعية واختيار مهنة المستقبل، حرصاً منهم على أن لا تضيع مواهب أبنائهم، إذ يرى هؤلاء الراشدون أن هناك مهناً معينة يستحقها الطلبة الموهوبون كالطب، والهندسة، والمحاماة، بينما ينبغي على الطلبة الموهوبين أن لا يتوجهوا لمهن مثل التدريس، والإرشاد، والعمل الاجتماعي، والتمريض، مما يشكل مصدراً للضغط على الطلبة الموهوبين.
وتُعد عملية التخطيط للمهنة بالنسبة للطلبة الموهوبين عملية صعبة، فهم لا يعرفون عادة ماذا سيفعلون "بقية حياتهم". وعلى الرغم من نجاحهم وتفوقهم أكاديمياً إلا أن ذلك لا يعني أن لديهم خطة حول مهنة المستقبل، فقدراتهم وطموحاتهم قد لا تتحقق في أعمال هادفة أو مخططة (بوابة موهبة، بلا تاريخ).
إن الملكات أو المواهب التي وهبها الخالق جلت قدرته للإنسان تبدأ مع بداية الحياة كاستعدادات كامنة أو إمكانات محتملة، تنمو وتنضج مع نمو الفرد في مراحل حياته الأولى، وتصل إلى مرحلة يحقق فيها الفرد أعلى مراتب الابتكار والإبداع.
ويعد الموهوب ثروةً وطنيةً، وكنزاً لأمته وعاملاً من عوامل نهضة مجتمعه في مجالات الحياة العلمية والمهنية والفنية. ومن ثمّ، فإنّ استغلال قدراته استغلالاً فكرياً وتربوياً يُعد ضرورةً حتمية. فالموهوبون والمتميزون في أغلب المجتمعات، هم الذين تقوم على كواهلهم نهضتها، فهم عقولها المدبرة، وقلوبها الواعية، وواضعو الأهداف وراسمو خطط تحقيق تلك الأهداف، ومنهم يظهر القادة في مجالات الحياة المختلفة الاقتصادية والاجتماعية والصناعية والسياسية والخدمية (الزهراني، 1999).
ولعل الجميع يؤمن إلى حد كبير بالمسلمة البديهية التي تنص على أن الثروة البشرية أفضل نفعاً وأعم فائدة، وأكثر عائداً من جميع الثروات المادية الأخرى إذا ما ارتقى إعدادها، وأُحسن استغلالها، لذا يُلاحَظ اليوم بشكل ظاهر تسابق المجتمعات وسعي الأمم والبلدان في الكشف عن الأبناء المتفوقين والموهوبين والمبدعين ورعايتهم، فلقد أدركت تلك الدول أنّ قدراتها إنّما تعلو بموهوبيها ومبدعيها، وأنّها تتقدم على غيرها من الدول بعقول علمائها ومفكريها ومخترعيها (القذافي، 1996).
وهكذا، فكلما كانت البيئات المجتمعية المختلفة (الأسرة، المدرسة، وباقي مؤسسات المجتمع) مهيأة لرعاية الموهوبين وفاعلة في ذلك، أصبحت في نظر هؤلاء بيئات بهيجة وجاذبة، ومرتعاً خصباً للإنتاج والعمل، وعلى العكس من ذلك، فكلما كانت تلك البيئات غير مهيأة وغير فاعلة فإنها تصبح في نظرهم بيئات كئيبة وطاردة. وإن رعاية المتفوقين والموهوبين في أي مجتمع وتحت أي ظروف اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية أو مادية لا ينبغي أن تكون كمالية أو فكرة يتم التباهي والافتخار بها في المحافل والمنتديات المختلفة، أو أنها مكرمة تقدم لهؤلاء الطلاب تفضلاً، ولا ينبغي أن تكون بدواعي الشفقة والرفق بهم كما هي الحال بالنسبة لمعظم برامج رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة. كما أن هذا النمط من الرعاية جزء لا يتجزأ من أي نظام تربوي سليم يطبق مبدأ الفروق الفردية ويستشعر أهمية إسهامات الطلاب في تنمية المجتمع والرقي بمستويات المعيشة. وأخيراً، تنبع أهمية رعاية المتفوقين والموهوبين من حاجة أي مجتمع لهذه الفئة كقادة للأمة والسير قدماً بالمجتمع إلى مصاف الدول المتقدمة.
خصائص الموهوبين والمتفوقين
يلاحظ المتتبع لتطور حركة تعليم الأطفال الموهوبين والمتفوقين منذ بداية العقد الثالث من القرن العشرين أن موضوع الخصائص السلوكية للأطفال الموهوبين والمتفوقين عقليا كان ولا يزال على رأس قائمة الموضوعات التي تحظى باهتمام كبير في مراجع علم نفس الموهبة. وقد تركزت دراسات الرواد وكتاباتهم في مجال الكشف عن هؤلاء الأطفال ورعايتهم على تجميع الخصائص السلوكية والحاجات المرتبطة بها لدراستها وفهمها.
وقد اشتقت الخصائص السلوكية للمبدعين والموهوبين والمتفوقين من واقع مراجعة السير الذاتية وتحليلها لعدد من العظماء والعباقرة الذين تركوا بصمات واضحة في سجل الحضارة الإنسانية في مجال العلوم والآداب والفنون والسياسة والحرب والفلسفة والاجتماع.
وإذا شبهنا عقل الإنسان بالحاسوب الذي يشتمل على ثلاث وحدات رئيسية هي: وحدة المدخلات الحسية ووحدة الاختزان ووحدة المعلومات، فإن الأطفال الموهوبين والمتفوقين يتميزون بأنهم قادرون على استقبال معلومات أكثر حول ما يدور في محيطهم، واختزان كم أكبر منها، واستخدام أساليب عديدة ومتنوعة في معالجة المعلومات المتوافرة لديهم.
وهناك من أورد قوائم من الخصائص السلوكية التي تعتبر مؤشرات على الموهبة في سن ما قبل المدرسة، تتضمن مجموعة من الخصائص والسلوكات الدالة عليها، ومن أبرز هذه الخصائص:
الاكتساب المبكر للغة: ومن السلوكات الدالة عليها: يستخدم كلمات كثيرة، يركب جملاً طويلة ومعقدة، يتكلم مبكراً وكثيراً. مع ملاحظة أن بعض الأطفال الموهوبين والمتفوقين يبدأون الكلام في سن متأخرة، ولكن ما أن يتكلموا حتى يظهروا قدرة متميزة في اللغة.
المهارات الحركية: ومن السلوكات الدالة عليها: يمشي ويتسلق ويركض بصورة متوازنة في سن مبكرة، يستطيع التحكم بسهولة بأدوات صغيرة كالمقصات والأقلام ويستطيع نسخ الكلمات والصور ويتعامل مع الأدوات جيداً.
الخصائص العقلية: ومن السلوكات الدالة عليها: يقرأ الإشارات وحتى الكتب، يحل مسائل رياضية، يستخلص علاقات بين أفكار متباعدة، يتذكر الأحداث والحقائق، يهتم بالقضايا الاجتماعية والأخلاقية، لديه قدرة على الانتباه لفترة طويلة، ويسأل لماذا.
الخصائص الاجتماعية: ومن السلوكات الدالة عليها: يشفق على الآخرين ويتعاطف معهم، واثق بنفسه ومستقل، ينظم ويقود نشاطات الجماعة، يبني علاقات جيدة مع الأطفال الأكبر سناً والراشدين، يحترم ويقدر أفكار الرفاق والمعلمين وآرائهم، يعترف بحقوق الآخرين، لا يحب تدخل الآخرين في شؤونه الخاصة.
الخصائص الإبداعية: ومن السلوكات الدالة عليها: يتمتع بخيال قوي، يستمتع باللعب بالكلمات والأفكار، يظهر مستوى متطوراً من الحس بالدعابة اللفظية، يستخدم الأدوات والألعاب والألوان بطرق تخيلية، يعزف على آلة موسيقية.
الخصائص الخاصة: ومن السلوكات الدالة عليها: يمارس ألعاب رياضية بشكل جيد، يغني، يجمع طوابع أو عملات أو بطاقات، غالباً ما يظهر قدرة متميزة في مجال ما.
ويعد التعرف على خصائص الموهوبين والمتفوقين في غاية الأهمية، حيث يجمع الباحثون والمربون في مجال تعليم الأطفال الموهوبين والمتفوقين على ضرورة استخدام قوائم الخصائص السلوكية كأحد محكات عملية التعرف أو الكشف عن هؤلاء الأطفال واختيارهم للبرامج التربوية الخاصة. كما أن هناك علاقة قوية بين الخصائص السلوكية والحاجات المترتبة عليها وبين نوع البرامج التربوية والإرشادية الملائمة. ذلك أن الوضع الأمثل لخدمة الموهوب والمتفوق هو ذلك الذي يوفر مطابقة بين عناصر القوة والضعف لديه وبين مكونات البرنامج التربوي المقدم له، أو الذي يأخذ بعين الاعتبار حاجات هذا الموهوب والمتفوق في المجالات المختلفة.
إنّ أهمية تعرُّف الطالب إلى الخصائص السلوكية التي يتميز بها الموهوبون تسهم في اكتشاف الذات وتحديد مجالات الاهتمام، والتخفيف من المشكلات والمعاناة التي قد يواجهها الموهوب جراء عدم تفهُّم الآخرين له، والتخفيف من حدة التأثر بسخرية الأقران.
وإنّ وعي الأسرة ومعرفتها بخصائص طفلها الموهوب يُسهم في تطوير قدراتها على ملاحظة هذه الخصائص والتعامل معها بإيجابية، ورصدها بهدف تنميتها وتطويرها، وتجنّب الممارسات الخاطئة التي قد تعيق تألُّقها، وتعزيز خصائص الموهبة لدى الطفل من خلال توفير المصادر، وإثراء البيئة المحيطة الداعمة لمجالات التميُّز لديه، والعمل على توجيهه إلى النشاطات الملائمة، وترشيح الطفل للبرامج التعليمية الخاصة بالموهوبين، والتعاون مع المؤسسة التعليمية في تربية الطفل وتنشئته وتوجيه طاقاته.
أما بالنسبة للتربويين، فإن تطوير الوعي بالخصائص السلوكية للطلبة الموهوبين ومراعاتها في أثناء عملية التعلّم والتعليم يسهم في المساعدة في التعرف إلى الطلبة الموهوبين والكشف عنهم، واختيار البرامج التربوية والإرشادية الملائمة لهم، وتقديم خدمات تربوية ملائمة داخل الصف العادي تلبيّ حاجات الطلبة الموهوبين. وإن توعية المجتمع بخصائص الطلبة الموهوبين يساعد على فهم أفضل لطبيعة هذه الفئة، ودعم تنشئتها.
وقد ذكر العديد من المختصين أشكالاً عديدة من التصنيفات للخصائص السلوكية التي يتمتع بها الموهوبون والمتفوقون (جروان، 2008).
الخصائص المعرفية والانفعالية للموهوبين والمتفوقين
يتميز الأطفال الموهوبون والمتفوقون عقلياً بخصائص سلوكية معرفية تميزهم عن أقرانهم في مرحلة مبكرة من نموهم. وتلعب التنشئة الأسرية والظروف المحيطة دوراً هاماً في استمرار تنمية هذه الخصائص بسبب حساسية الموهوب والمتفوق، وقد تؤدي إلى جعلها قوى سلبية معيقة للتعلم.
والأطفال الموهوبون والمتفوقون ليسوا مجتمعاً متجانساً، فكلما ازدادت درجة الموهبة والتفوق عند الفرد ازدادت درجة تفرده عن غيره.
ومن أبرز الخصائص المعرفية للموهوبين والمتفوقين ما يلي:
أولاً: إدراك النظم الرمزية والأفكار المجردة: فهم يظهرون قدرة فائقة على تعلم النظم اللغوية والرياضية ومعالجتها في مرحلة مبكرة من العمر، وسرعان ما يُعرفون لدى الوالدين والمعلمين بمهاراتهم في هذه الجوانب.
ثانياً: حب الاستطلاع: فهم يكشفون في سن مبكرة عن رغبة قوية في التعرف على العالم من حولهم وفهمه من خلال قوة ملاحظتهم وطرحهم تساؤلات تبدو غير منسجمة مع مستواهم العمري أو الصفي الأمر الذي يتطلب جدية الراشدين في الاستجابة لهذه التساؤلات التي تعتبر عنصراً هاماً في بناء الشخصية الاستكشافية وتقويتها لدى الطفل.
ثالثاً: الاستقلالية: فالموهوب والمتفوق يتميز بنزعة قوية للعمل منفرداً ولاكتشاف الأشياء بطريقته الخاصة بأقل قدر من التوجيه من قبل المعلمين أو الوالدين، وهذا يشير إلى وجود دوافع داخلية بدلا ًمن الدوافع الخارجية التي تستند إلى أساليب المكافأة والعقاب كما هو لدى الطالب العادي.
رابعاً: قوة التركيز: فالموهوب والمتفوق يتمتع بقدرة فائقة على التركيز على المشكلة أو المهمة التي يقوم بمعالجتها، ويرافق هذه القدرة على التركيز طول مدة الانتباه. وتلعب هذه القدرات دوراً مهماً في تحقيق إنجازات على مستوى المهنة أو التخصص في المستقبل. وتشير الدراسات إلى أن العلاقة طردية بين الذكاء وبين عدد ساعات التركيز.
خامسا: قوة الذاكرة: يوصف الأطفال الموهوبون والمتفوقون باتساع معارفهم وعمقها وقدرتهم على اكتساب كم هائل من المعلومات حول موضوعات متنوعة واختزانها. وتجدر الإشارة إلى أن الذاكرة القوية تعتبر أعظم سلاح عقلي يمتلكه الفرد. وتشير الدراسات إلى أن معاملات الارتباط عالية بين الذكاء والذاكرة والنجاح في الامتحانات.
سادساً: الولع بالمطالعة: يوصف هؤلاء الأطفال بأنهم مهووسو كتب مولعون بالقراءة وقراءاتهم متنوعة متبحرة، ويفضلون قراءة كتب في مستوى كتب الراشدين. كما أن استعدادهم للقراءة يظهر في سن مبكرة قد يكون في سن الثالثة.
سابعاً: تنوع الاهتمامات: فهم يتصفون بتنوع اهتماماتهم وهواياتهم وكثرتها، ومن أبرزها تجميع الأشياء وترتيبها مثل الطوابع والعملات القديمة والبطاقات البريدية والصخور والصور وغيرها.
ثامناً: تطور لغوي مبكر: فهم يظهرون مستويات متقدمة من التطور اللغوي والقدرة اللفظية، وتكون حصيلتهم من المفردات متقدمة على أبناء عمرهم أو صفهم، ويستخدمون تعابير لغوية في جمل مفيدة وتراكيب معقدة، ويتسم سلوكهم اللفظي بالطلاقة والوضوح.
أما الخصائص الانفعالية للموهوبين والمتفوقين فتتمثل في أنهم يتمتعون باستقرار عاطفي واستقلالية ذاتية، وكثيرون منهم يلعبون أدواراً قيادية على المستوى الاجتماعي في شتى مراحل دراستهم، كما أنهم أقل عرضة للاضطرابات الذهانية والعصابية من الأطفال العاديين ويبدون سعداء يحبهم زملاؤهم. كما أنهم يتصفون بما يلي:
أولاً: النضج الأخلاقي المبكر: حيث يكون لديهم إدراك قوي لمفهوم العدالة في علاقاتهم مع الآخرين، وينشغلون بنشاطات مرتبطة بالعدالة الاجتماعية والمساواة، كما أنهم يهتمون بمشكلات الآخرين ويميلون لتقديم المساعدة لهم، وتكون لديهم قدرات على التمييز بين الصواب والخطأ، ويتطور لديهم نظام من القيم في مرحلة مبكرة، كما أنهم يبالغون في نقد الذات ونقد الآخرين، ويفضلون اللعب مع من هم أكبر منهم سناً.
ثانياً: حس الدعابة: فهم يلجأون إلى استخدام النكتة اللاذعة أو المبطنة، وقد يظهر ذلك من خلال التواصل اللفظي أو على شكل رسومات أو كتابات أو تعليقات ساخرة من دون أن يقصد بها إيذاء الآخرين.
ثالثاً: القيادية: فهم يمتلكون قدرة غير عادية على التأثير على الآخرين أو إقناعهم أو توجيههم.
رابعاً: الحساسية المفرطة والحدة الانفعالية: فهم يظهرون عادة حساسية شديدة لما يدور حولهم، وكثيراً ما يشعرون بالضيق أو الفرح في مواقف قد تبدو عادية لدى غيرهم من الأطفال العاديين، ويتميز بعضهم بحدة الانفعالات في استجاباتهم، الأمر الذي يعرضهم لمشكلات في البيت والمدرسة ومع الرفاق. وتعتبر هذه السمة المظهر الأكثر وضوحاً في النمو العاطفي للطفل الموهوب والمتفوق، وهي القوة المحركة للموهبة.
خامساً: الكمالية: وأبرز ما يميزهم التفكير بمنطق كل شيء أو لا شيء، وأنهم يضعون معايير متطرفة غير معقولة، ويسعون بشكل قهري لبلوغ أهداف مستحيلة، ويقيمون ذواتهم على أساس مستوى الإنجاز والإنتاجية (جروان، 2008).
ويرى جروان (2008) أن الطلاب الموهوبين بحاجة إلى برامج تربوية وخدمات متمايزة عن البرامج والخدمات التقليدية المتوافرة في المدارس العادية، مستنداً في ذلك على مجموعة من المبررات لفلسفة إنشاء برامج خاصة لتربية وتعليم الموهوبين، من أهمها:
أولاً: قصور مناهج التعليم العام: تتصف مناهج التعليم المدرسي العام بطبيعتها بأنها جماعية التوجه نظراً لمحدودية الوقت المخصص لكل مادة دراسية، وطول المنهاج المقرر لها، والأعداد الكبيرة للطلبة في معظم الصفوف الدراسية. ويبدو أنه لا خيار للمعلم من الناحية العملية سوى التركيز على الأغلبية التي تقع عادة حول الوسط. وربما يوجه المعلم اهتماماً أكبر لأولئك الذين يتميزون بقدرات دون الوسط، أما اللامعون من الطلبة فلا حظ لهم إلا الانشغال بمهمات ومسائل إضافية من المستوى نفسه الذي يعطى للأغلبية في أحسن الأحوال. وقد أثبتت الدراسات أن الطلبة الموهوبين والمتفوقين يحتاجون إلى رعاية تربوية متمايزة إضافة لما يقدم عادة في برامج المدرسة العادية.
إن الفروق الفردية في مستوى التحصيل الدراسي بين طلبة الصف العادي تتراوح بين 4-8 سنوات. ومن الطبيعي أن تزداد الفروق الفردية مع تحسن نوعية التعليم الصفي ومع التقدم في السلم الدراسي. كما أنه من المتوقع في مثل هذا الوضع أن يواجه المعلمون صعوبة في التعامل مع الحالات المتطرفة من الطلبة سواء أكانوا موهوبين ومتفوقين أم معوقين عقلياً، وأن يواجه هؤلاء الطلبة حالة من الضجر والملل نتيجة لعدم تحدي قدراتهم إذا كانوا موهوبين ومتفوقين، أو لعدم قدرتهم على الارتقاء إلى مستوى المهمات والبرامج التعليمية التي تصمم عادة للطلبة المتوسطين إذا كانوا من ذوي صعوبات التعلم أو الإعاقات العقلية.
وإذا كان الاتفاق واسعاً بين المربين والباحثين ومتخذي القرار على ضرورة إدخال تعديلات على النظام التربوي لحل مشكلة الطلبة الذين يقعون في أدنى سلم القدرة، فإن المختصين في علم نفس الموهبة يستخدمون نفس المنطق في دفاعهم عن حاجة الموهوبين والمتفوقين لبرامج خاصة.
ثانياً: التربية الخاصة حق للطفل الموهوب والمتفوق: ينتمي الأطفال الموهوبون والمتفوقون إلى مجتمع ذوي الاحتياجات الخاصة، ولذلك فهم بحاجة إلى رعاية خاصة ومن حقهم أن يحصلوا على فرص متكافئة كغيرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة في المؤسسات التربوية مثل بطيئي التعلم والمعوقين عقلياً.
ومن الطريف في هذا الصدد أن نشير إلى أن اختبار بينيه للذكاء الذي وضع أساساً للكشف عن الأطفال الأغبياء أو ذوي القدرة العقلية المتدنية حتى يمكن عزلهم وتنظيم برامج تربوية خاصة لهم، هو الاختبار نفسه الذي طوره لويس تيرمان ونقل إلى دول عديدة ليحتل المركز الأول بين أساليب الكشف عن الأطفال الموهوبين والمتفوقين من أجل إلحاقهم ببرامج خاصة.
أما الزعم بأن الطفل الموهوب والمتفوق لا يحتاج مساعدة ويستطيع النجاح بالاعتماد على نفسه فقد أثبتت الدراسات عدم صحته بعد أن تبين وجود نسبة لا بأس بها من الموهوبين والمتفوقين بين المتسربين من المدارس قبل إكمال دراساتهم. وتزداد أهمية التربية الخاصة بالنسبة لأطفال الطبقات المتوسطة والفقيرة ممن لا تتوفر في بيوتهم مكتبات أو أدوات موسيقى أو حواسيب أو غيرها من المثيرات التربوية.
ثالثاً: رفاه المجتمع وتنميته: يمثل الأطفال الموهوبون والمتفوقون ثروة وطنية في غاية الأهمية ومن الواجب أن لا يتم تبديدها بالإهمال وانعدام الرعاية. كما أن وقوف المجتمع في وجه التحديات التي تفرضها طبيعة العصر يعتمد بدرجة كبيرة على مدى الرعاية التي تقدم لهذه الفئة وتوفير الفرص التربوية المناسبة التي يمكن أن تساعد كل طفل في الوصول إلى أقصى طاقاته. ولا يخفى على أحد أن الصراع الحالي والمستقبلي بين دول العالم محكوم بقدراتها في المجالات العلمية والتقنية والاقتصادية والعسكرية، ولا شك أن العقول يمكن أن تلعب دوراً بارزاً في تحقيق إنجازات وطنية على هذه الصعد. ومن خلال هذا الدور يسهم الموهوبون والمتفوقون في رفاه المجتمع وتنميته وضمان أمنه ومستقبله.
رابعاً: تكافؤ الفرص: تبرز المجتمعات الديمقراطية في دساتيرها وقوانينها ونظمها السياسية والاقتصادية والتربوية مبادئ المساواة والعدالة وتكافؤ الفرص وتحرص على تطبيقها بين أفرادها. وليس هناك خلاف على أن هذه المبادئ تمثل قيماً اجتماعية سامية. ولكن المشكلة تكمن أساساً في حالة الخلط بين مفهوم المساواة ومفهوم تكافؤ الفرص من ناحية وفي التطبيق من ناحية أخرى. إن تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص في المدرسة يعني أن تهيأ الظروف الملائمة لكل طالب كي يتقدم بأقصى طاقته وأن يحقق ذاته، وهذا هو ما يطمح إليه المدافعون عن حق الطفل الموهوب والمتفوق في الحصول على برنامج تربوي يلبي احتياجاته ويتحدى قدراته.
خامساً: النمو المتوازن للطفل الموهوب: يتعرض بعض الأطفال الموهوبين والمتفوقين لمشكلات تكيفية مع محيطهم من جراء التفاوت في مستويات نموهم الحركي والعقلي والانفعالي. وقد وصفت الباحثة هولينغويرث المشكلات التي يعاني منها الأطفال الموهوبون والمتفوقون، ولا سيما أولئك الذين يتمتعون بمستويات ذكاء مرتفعة، وأوضحت أن الاختلالات الكبيرة بين مستوى النمو العقلي ومستوى النمو الانفعالي للطفل يؤدي في معظم الحالات إلى معاناة في الجوانب العاطفية والاجتماعية. وقد سبق أن أشرنا إلى الخصائص السلوكية للأطفال الموهوبين والمتفوقين وما يمكن أن يترتب عليها من مشكلات تكيفية لا تقتصر على المستوى الانفعالي فحسب بل قد تمتد لتشمل المستوى المعرفي كما يعكسه التحصيل المدرسي.
إن العزلة والانطوائية وعدم تقبل الروتين ونقد الذات ونقد الآخرين بقسوة، والنزعة للكمال والهروب من مواجهة المواقف أحياناً وتدني التحصيل المدرسي ليست سوى أمثلة محدودة لبعض المشكلات التي قد يتعرض لها بعض الطلبة من الموهوبين والمتفوقين. ومن الطبيعي أن يكون التدخل المبرمج من قبل المعلمين والمرشدين وسيلة فعالة لوقاية هؤلاء الطلبة وإنقاذهم من المعاناة والمضاعفات التي قد تترتب على استمرارها (جروان، 2008).
ونتيجة لحاجات المتميزين التي عبر عنها الباحثون والأهالي، تولدت برامج وقائية لحمايتهم من الوقوع في المشكلات وبرامج إرشادية وعلاجية. فمنها برامج عمدت إلى تدريب الطلبة عى أنشطة هامة وأساسية لتطورهم الاجتماعي والانفعالي وبرامج اعتمدت على المتابعة الطولية لهم عبر مراحل تطورهم المستمرة مع التركيز على متابعة ثباتهم الانفعالي والاهتمام بتطورهم العقلي والاجتماعي. ويرى الباحثون أن الحرمان الاقتصادي والعزلة الجغرافية هي من أهم أسباب ظهور مشكلات عند الأطفال المتميزين. كذلك فإن غياب الدعم الأسري والتوجيه المهني يؤدي إلى تعرض المتميزين إلى مشكلات مختلفة، حيث بينت بعض الدراسات أن 18% من الشباب المحكومين بجنايات كبرى أو الذين يحولون إلى دور الأحداث هم من الأذكياء ( سرور، 1998).
وتصنف مشكلات الموهوبين في ثلاث فئات تأخذ أولاها طابعاً معرفياً وتتعلق بالتحصيل، فيما تأخذ الثانية طابعاً انفعالياً وتتعلق بالتكيف مع الذات والآخرين، بينما تتعلق الثالثة بتحديد الأهداف المهنية للمستقبل.
ويتركز الإرشاد في مجالات عدة يتمثل الأول في مفهوم الذات، فالأطفال الموهوبون ينظرون بإيجابية لأنفسهم لكن رفاقهم ومعلميهم ينظرون إليهم بسلبية. أما المراهقين الموهوبين فينظرون بإيجابية لقدراتهم الأكاديمية ونموهم الشخصي لكن تصنيفهم كموهوبين يحمل آثاراً سلبية بالنسبة لعلاقاتهم الاجتماعية وبخاصة مع الرفاق. ويتمثل الثاني في تدني مستوى التحصيل لدى الموهوبين. كما يتمثل الثالث في الاختيار المهني، فتعدد الاختيارات المتاحة قد يؤدي إلى الإحباط. في حين يتمثل الرابع في الأسرة والمدرسة.
ومن المؤشرات التي تساعد على تحديد الحالات التي تتطلب الإرشاد الفردي المنافسة المحمومة مع الرفاق، العزلة والانطوائية، اختلال العلاقات داخل الأسرة، عدم القدرة على الضبط عند الغضب، الاكتئاب والملل المستمر، تدني التحصيل المزمن، الصدمة لوفاة عزيز، والانحراف السلوكي والعاطفي.
وتستخدم في الإرشاد الفردي أساليب المقابلة، التعبير الكتابي قبل المقابلة وبعدها، التلمذة، والنشرات الإرشادية التي تستخدم في الإرشاد الفردي والجمعي. أما أساليب الإرشاد الجمعي فتعتمد على الندوات واللقاءات الدورية، خدمة المجتمع والأعمال التطوعية، والتدريب على القيادة (جروان، 2008).
ويحتاج المرشدون في تطوير برامجهم الإرشادية وتنفيذها إلى قاعدة من المعلومات الموضوعية والموثوقة حول الطلبة الموهوبين. ولتحقيق هذا الغرض تُستخدم العديد من أدوات التقييم عادةً في إرشاد الطلبة الموهوبين سواءٌ أكان ذلك بالأسلوب المباشر أو غير المباشر، وذلك بهدف الوصول إلى تحليل منسق لقدرات الطلبة، وما يتضمنه من استعداداتهم وإنجازاتهم وتكيفهم النفسي، والتعرف إلى مفهوم الذات لديهم، وتقديرهم لذواتهم، وما يتمتعون به من خصائص شخصية ترتبط بالموهبة، والتعرف إلى طموحهم المهني ومستوى نضجهم المهني، والتعرف إلى ما يتمتعون به من خصائص نفسية تعلمية متعددة، وعاداتهم الدراسية، وجمع المعلومات لمساعدة الطالب على اتخاذ القرار السليم في المجالات الأكاديمية والمهنية، وجمع المعلومات للمساهمة في مواجهة المشكلات التي قد تواجه بعضهم، واستخدام المقاييس في الإرشاد، وذلك بهدف تحديد الحاجات الخاصة بالموهوبين.
وتتضمن برامج الإرشاد غالباً ثلاثة عناصر هي: (الإرشاد الأكاديمي، والمهني، والتكيف النفسي والاجتماعي). لكن أدوات القياس ترشد إلى أهمية كل عنصر من العناصر السابقة، وأيّها يجب أن يحظى بالأولوية. ويوجد أسلوبان للتقييم في الإرشاد هما:
• أساليب التقييم غير الرسمية: وهي متنوعة ومتعددة ومنها: ملف الطالب، والملاحظة العلمية، وقوائم الشطب، وسلالم التقدير التي تسهم في تقييم مجالات النمو، والتكيف الشخصي والاجتماعي، ودراسة الاتجاهات والميول عند الطالب الموهوب.
أساليب التقييم الرسمية: وتستخدم للمساعدة في تحديد المشكلات التي قد تواجه الطالب الموهوب، على أن تكون هذه المقاييس مقننة وتتمتع بالصدق والثبات، ولها أدلة تساعد في التطبيق وتفسير النتائج ورصد العلامات، ومن هذه الأساليب: مقاييس إدراك الذات، والمقاييس التي تركز على مفهوم الذات، والتكيف النفسي الاجتماعي، وغيرها من المقاييس (بوابة موهبة، بلا تاريخ).
وبالرغم من أن أهمية الوالدين في النمو الاجتماعي والتربوي للأطفال الموهوبين قد حظيت باهتمام كبيرعلى الدوام إلا أن الأدلة العلمية التجريبية الدالة على ذلك قليلة جداً. وتشير الدراسات إلى أهمية البيئة الأسرية والعلاقات الأسرية بالنسبة للتحصيل المستقبلي للأطفال الذين يتمتعون بقدرات عالية.
إن هناك حاجة كبيرة إلى إجراء المزيد من البحوث التجريبية وإلى تكرار الدراسات حول التفاعلات بين الآباء والأبناء الموهوبين. فالآباء باستطاعتهم أن يلعبوا مهماً في الكشف عن الموهبة وفي النمو التربوي للأطفال الموهوبين. كما أنهم يحارون في أمر أطفالهم الموهوبين نتيجة عدم استعدادهم لتنشئة طفل خاص وافتقارهم إلى المعرفة اللازمة بطبيعة الموهبة والإبداع، وبالتالي فهم لا يعرفون بوضوح طبيعة الدور الذي عليهم أن يلعبوه فيما يتعلق بالمدرسة، بيد أن الممارسات الواعدة بدأت تنبثق عندما ابتدأ الآباء يشاركون بفاعلية في نشاطات المدرسة (الخطيب وآخرون، 1992).
لقد ربط الأدب التربوي بين حلول مشكلات المتميزين والوقاية منها ودور كل من الأهل والمعلمين في ذلك. فقد أكد وكسلر (1995) على أهمية الرعاية المبكرة للأطفال المتميزين لما لها من آثار وقائية، كما دعا رنكو (1989) إلى إرشاد الأهل كي يكونوا أكثر فهماً ومعرفة بقدرات واحتياجات أبنائهم. إلا أن الكثير من التربويين ركزوا على أهمية صفات معلم المتميزين، وعلى بعض المهارات الأساسية مثل الوعي بفهم الذات وتقبل الآخرين ومهارات التواصل ومهارات تقليل الصراع ومهارات التفاعل والاسترخاء والتحليل البصري والإبداع والمناقشة.
وأكد هاريز (1995) على أن البرامج التعليمية والإرشادية الموجهة للمتميزين تساعد الطلبة في السيطرة على بيئتهم المحيطة، كما أكد آخرون على أهمية البرامج الإثرائية في مساعدة المتميزين على بناء صداقات جيدة ومساهمتها في رفع مستوى العلاقات الاجتماعية ( سرور، 1998).
وتتعدد البرامج الإرشادية التعليمية التي تسهم في الوقاية من التعرض للمشكلات عند الطلبة الموهوبين، وذلك للعمل على تلبية الحاجات الانفعالية والاجتماعية لديهم ومنها:
• برامج مراجعة السير الذاتية للقادة والعلماء والأدباء الذين ساهموا في تقدم البشرية.
• برامج استعراض قصص وروايات، أبطالها موهوبون ذوو إنجازات إيجابية متميزة للبشرية.
• برامج تدريبية في مجال تطوير مفهوم الذات.
• برامج في تعليم مهارات الاتصال.
• برامج توعية للأهالي والمجتمع المحلي في مجال الحاجات الانفعالية والاجتماعية للموهوبين، وبخاصة برامج الحوار، والنشرات، والملصقات، والندوات.
وهناك العديد من البرامج التعليمية الأخرى المرادفة للبرامج الأكاديمية، يمكن أن تعمل كبرامج تعليمية أكاديمية، وفي الوقت نفسه تُستخدم كبرامج إرشادية تعليمية وقائية مثل:
• برامج في الكتابة الإبداعية والتعبير وتنمية مواهب الشعر والكتابة.
• برامج التعبير الأدائي والتمثيلي. وبرامج في خدمة المجتمع. و التلمذة.
وهناك العديد من البرامج الأخرى (بوابة موهبة، بلا تاريخ).
المراجع:
1. جروان، فتحي (2008).الموهبة والتميز والإبداع، ط3، عمّان: دار الفكر.
2. الخطيب، جمال والحديدي، منى والسرطاوي، عبد العزيز(1992). إرشاد أسر الأطفال ذوي الحاجات الخاصة – قراءات حديثة، ط2، عمّان: دار حنين.
3. سرور، ناديا هايل (1998). مدخل إلى تربية المتميزين والموهوبين، ط1، عمّان: دار الفكر.
4. القذافي، رمضان محمد (1996). رعاية الموهوبين والمبدعين. الإسكندرية: المكتبة الجامعية.
5. الزهراني، أحمد خميس (1999). برنامج إرشادي مقترح لتنمية بعض جوانب الشخصية لدى الأطفال الموهوبين. ورقة عمل مقدمة لمؤتمر الطفل الموهوب استثمار للمستقبل. البحرين: الجمعية البحرينية لتنمية الطفولة.
6. يحيى، خولة أحمد (2003). إرشاد أسر ذوي الاحتياجات الخاصة، ط1، عمان: دار الفكر.
7. http://www.mawhiba.org
الفرق بين المبدع والموهوب
الفرق بين المبدع والموهوب
خلق الله تعالى البشر مختلفين في أشكالهم وألوانهم وشخصياتهم ، وأودع فيهم المواهب وجعل هذه المواهب تختلف من شخص إلى آخر رغم تعايشهم تحت ظل كوكب واحد ، وقد تعود الناس أن يطلقوا على صاحب الموهبة كلمة ( مبدع ) ، ولكن الإبداع يختلف تماماً عن الموهبة .
فالمبدع هو الذي يبتكر أفكاراً جديدة وغير مألوفة ، أو يطور فكرة موجودة لم يسبقه بها أحد ينتج عنها إنتاج متميز غير مألوف، يمكن تطبيقه والاستفادة منه.
أما الموهوب فهو الشخص الذي لديه استعدادات وقدرات غير عادية أو يمتلك أداءً متميزاً عن الآخرين في مجال واحد أو أكثر من مجال ولكنه لم يأتي بجديد .
الإبداع والمبدعين
الكثير يظن أن المبدعين ولدوا هكذا أودع الله سبحانه وتعالى فيهم الإبداع ولكن هذا مفهومغير صحيح فكل إنسان يستطيع أن يبدع فقط إذا قرر أن يكون كذلك لأن السماء لا تمطرذهباً. وكثيراً ما نواجهه أشخاصاً يشتكون من عدم قدرتهم على توليد أفكار جديدة فيأعمالهم أو في حياتهم والسبب في ذلك ليس لأنهم غير قادرون على الإبداع ولكن السببالحقيقي يكمن وراء كيف يفكر هؤلاء وماذا يقولون لأنفسهم من إيحاءات وبماذا يغذونعقولهم !
لذا يجب علينا أن نبذل الجهد الكافي حتى نستطيع تحفيز عقلنا لينتج أفكاراً خلاقة كما أن تحديد الأهداف ومعرفة الإنسان ما هي رسالته في هذه الحياة تمكنه من فهم نفسه ومعرفة طبيعة قدراته وبالتالي يعرف إلى أي الطرق يتجه حتى يبدع حيث أن التخبط وعدم معرفة ما يريده الإنسان يجعله عرضة للجمود وعدم القدرة على التفكير فضلاً عن التفكير بطريقة إبداعية .
ما هي صفات المبدعين ؟
ما هي صفات المبدعين ؟
صفات المبدعين، التي يمكن أن تتعود عليها وتغرسها في نفسك، وحاول أن تعود الآخرين عليها أيضاً :
• يبحثون عن الطرق والحلول البديلة ولا يكتفون بحل أو طريقة واحدة.
• لديهم تصميم وإرادة قوية.
• لديهم أهداف واضحة يريدون الوصول إليها.
• يتجاهلون تعليقات الآخرين السلبية.
• لا يحبون الروتين.
• يبادرون.
• إيجابيون ومتفائلون .وإذا لم تتوافر فيك هذه الصفات لا تظن بأنك غير مبدع، بل يمكنك أن تكتسب هذهالصفات وتصبح عادات متأصلة لديك.
فكيف تصبح مبدعا ؟
• لديهم تصميم وإرادة قوية.
• لديهم أهداف واضحة يريدون الوصول إليها.
• يتجاهلون تعليقات الآخرين السلبية.
• لا يحبون الروتين.
• يبادرون.
• إيجابيون ومتفائلون .وإذا لم تتوافر فيك هذه الصفات لا تظن بأنك غير مبدع، بل يمكنك أن تكتسب هذهالصفات وتصبح عادات متأصلة لديك.
فكيف تصبح مبدعا ؟
الرغبة :
حتى تنجز عملا إبداعيا يجب أن تتوفر لديك الرغبة والعزيمة على هذا العمل فبدون الرغبة والحماسة سوف يتسلل الملل إليك وينتهي الإبداع لديك وتأكد أن "كل النجاح يبدأ بإرادة النجاح، وكل الفشل يبدأ بفقدان تلك الإرادة" .
السمو بالأخلاق :
الإبداع بدون الأخلاق لن يقرب الناس منك وبالتالي لن تجني ثمار إبداعاتك ولن يبارك الله عز وجل خطواتك فكن ذا خلق حسن تكسب مودة الآخرين وتزيد من احترامهم لك
الإيمان و العمل :
يجب عليك أن تؤمن بأن الله سبحانه وتعالى قد أودع فيك قدرات هائلة كل ما يجب عليك هو استغلالها في الخير ، والإيمان بدون العمل لن يجعلك تتقدم قيد أنملة
وضوح الهدف :
إن لم تكن لديك خطة مكتوبة فأنت ضمن مخططات الآخرين ، وإذا لم تقد سفينتك بنفسك فسوف يقودها أحدا بدلا عنك ، وهذه السفينة هي حياتك ، فبادر بكتابة أهدافك ورسالتك في هذه الحياة واجعلها واضحة وقابلة للتنفيذ ، وقس قدراتك وأحلامك فلا تعطي نفسك طاقة أكبر من قدرتك ، ولا تستصغر قدراتك بحيث تعطيها أقل من حجمها .
اقرأ و تعلم :
إن بمتابعتك للكتب النافعة وقراءتها والاستفادة منها يخلق لديك أفكارا جديدة يمكنك تطبيقها أو سوف تتعلم أشياء لم تكن تعلمها من قبل وبمواصلة التطبيق تحصل على ما تريد .
رائد خليل -الاردن
أساليب التعرف على المتفوقين والموهوبين
عندما كان مفهوم التفوق العقلي يتميز بالشمول والاتساع ، كان من الضروري إعداد وسائل للتعرف على أفراد هذه الفئة من خلال وسائل متعددة تعين على التعرف عليهم مثل:
أ- تطبيق الاختبارات:
ويجب أن تكون هذه الاختبارات تشخيصية توجيهية ، فلا يكفي أن تمدنا بالدرجات بل يجب أن ننظر إليها على إنها أدوات توجيه ، ومن بين هذه الاختبارات التي لا غنى عنها في التعرف على هذه الفئة ما يلي :
اختبارات الذكاء بنوعيها الفردي والجمعي.
اختبارات قدرات التفكير الإبتكاري.
اختبارات الاستعدادات والقدرات الخاصة.
اختبارات التحصيل الموضوعية.
اختبارات الشخصية.
ب- تقديرات الآباء والأمهات:
إن تقارير الآباء والأمهات لها قيمتها وأهميتها في تقدير تفوق أطفالهم ، حيث انهم أكثر الناس معرفة بهم ، ودراية بسلوكهم وخصائصهم التي لا تكشف عنها الاختبارات الموضوعية المتنوعة ، غير انه لوحظ أن التحيز والتعصب يغلب على هذه التقارير في بعض الأحيان ، لذلك ينبغي النظر إلى هذه التقارير على أنها مجرد معلومات مساعدة إلى جانب الوسائل الأخرى المتعددة والمستخدمة في التعرف على الأطفال المتفوقين .
ج-ملاحظات وتقارير المعلمين :
يتصل المعلمون اتصالاً مباشراً بالأطفال في الفصول وفي ميادين النشاط المختلفة ويمكنهم بحكم هذا الاتصال أن يتعرفوا على الأطفال الموهوبين ، وقد تبين من البحوث والدراسات أن المعلمين يفشلون في الكشف عن نسبة كبيرة من الأطفال المتفوقين بسبب عوامل شخصية تؤثر في حكمهم على التلاميذ فقد وجد "تيرمان" Lewls Madison Terman ان 7و15% فقط من بين من اختارهم المعلمون كانوا متفوقين ، إذاً المعلمون أخطأوا في خمسة من كل ستة تم اختيارهم بواسطتهم على انهم متفوقون ، وبذلك تقارير المعلمين وملاحظاتهم في هذا الصدد غير أساسية ولكنها هامة .
د- إنتاج الأطفال:
يعد إنتاج الأطفال من أفضل الأسس التي يمكن أن تساعد في التعرف على الأطفال المتفوقين ، والتي يمكن أن تسجل في صحائف التلاميذ . وهذا الإنتاج يشمل جوانب متعددة سواء كانت أكاديمية أو فنية .
هـ- بطاقات التلاميذ:
وهذه البطاقات عبارة عن صحائف نفسية واجتماعية توضح حالة الطفل الدراسية وتحصيله ، واتجاهاته وميوله ، وهواياته ، وظروفه الاجتماعية والصحية ونشاطه الرياضي . والمفروض ان تكون هذه البطاقة دليلاً موجهاً للمدرسة في اكتشاف الأطفال الموهوبين .
و- تقدير الأقران:
لا يقل رأي الأقران أهميةً عن المصادر الأخرى ، وبالتحديد عندما نريد التعرف على بعض الصفات كالصفات القيادية ، ويمكن ان يتم ذلك من خلال استخدام الأساليب السيومترية . (عبدالرحمن سيد - 1997 - ص31-37).
ز- حكم الخبراء:
ان حكم الخبراء كوسيلة للكشف عن الأطفال الموهوبين والمتفوقين يعتبر أساسياً ، حتى أن التعريف الرسمي للموهبة والتفوق يشترط ذلك . إن الخبراء والمختصين في الميادين المتخصصة طريقة مناسبة للتعرف على الموهبة أو التفوق في تلك الميادين . بالإضافة إلى افتراض الدقة في الكشف والتعرف على الطلبة الموهوبين والمتفوقين من قبل الخبراء ، فإن هذه الطريقة لها فوائدها في تشجيع الطلبة وحفزهم على بذل مزيد من النشاط والجهد في المجالات التي يتميز فيها ، خاصة بعد أن يتم تشجيعهم للالتحاق ببرامج تربوية تعني بالطلبة الموهوبين والمتفوقين .
ان المطلوب من الخبراء والمختصين هو معرفة خدمات الطلبة الحقيقية وتمييزها عن الأداء المؤقت لبعض نماذج سلوكية متشابهة مع ما يقوم به الطلبة الموهوبين والمتفوقين . كذلك على الخبراء فهم خصائص المرحلة النهائية التي يمر بها الطفل والتي تساعدهم في الموازنة والمواءمة بين السلوك الذي يعبر عن قدرة متميزة تفوق ما هو متوقع من تلك المرحلة النهائية Mandell & Fiscus (يوسف القريوطي، وآخرون، 1995، ص428).
وأخيراً لكي نصل إلى أكبر درجة من الدقة في التعرف على الأطفال الموهوبين ، فمن الضروري أن يستعين بكل هذه الوسائل التي ذكرناها فمحصلتها جميعاً تجعلنا أكثر دقة واتفاقاً في الكشف عن الأطفال الموهوبين ورعايتهم ونتوقع أن تصل نسبة هؤلاء الأطفال من 15% إلى 20% من مجموع الأبناء.
( نقلاً من المنتدى السعودي للتربية الخاصة )
أ- تطبيق الاختبارات:
ويجب أن تكون هذه الاختبارات تشخيصية توجيهية ، فلا يكفي أن تمدنا بالدرجات بل يجب أن ننظر إليها على إنها أدوات توجيه ، ومن بين هذه الاختبارات التي لا غنى عنها في التعرف على هذه الفئة ما يلي :
اختبارات الذكاء بنوعيها الفردي والجمعي.
اختبارات قدرات التفكير الإبتكاري.
اختبارات الاستعدادات والقدرات الخاصة.
اختبارات التحصيل الموضوعية.
اختبارات الشخصية.
ب- تقديرات الآباء والأمهات:
إن تقارير الآباء والأمهات لها قيمتها وأهميتها في تقدير تفوق أطفالهم ، حيث انهم أكثر الناس معرفة بهم ، ودراية بسلوكهم وخصائصهم التي لا تكشف عنها الاختبارات الموضوعية المتنوعة ، غير انه لوحظ أن التحيز والتعصب يغلب على هذه التقارير في بعض الأحيان ، لذلك ينبغي النظر إلى هذه التقارير على أنها مجرد معلومات مساعدة إلى جانب الوسائل الأخرى المتعددة والمستخدمة في التعرف على الأطفال المتفوقين .
ج-ملاحظات وتقارير المعلمين :
يتصل المعلمون اتصالاً مباشراً بالأطفال في الفصول وفي ميادين النشاط المختلفة ويمكنهم بحكم هذا الاتصال أن يتعرفوا على الأطفال الموهوبين ، وقد تبين من البحوث والدراسات أن المعلمين يفشلون في الكشف عن نسبة كبيرة من الأطفال المتفوقين بسبب عوامل شخصية تؤثر في حكمهم على التلاميذ فقد وجد "تيرمان" Lewls Madison Terman ان 7و15% فقط من بين من اختارهم المعلمون كانوا متفوقين ، إذاً المعلمون أخطأوا في خمسة من كل ستة تم اختيارهم بواسطتهم على انهم متفوقون ، وبذلك تقارير المعلمين وملاحظاتهم في هذا الصدد غير أساسية ولكنها هامة .
د- إنتاج الأطفال:
يعد إنتاج الأطفال من أفضل الأسس التي يمكن أن تساعد في التعرف على الأطفال المتفوقين ، والتي يمكن أن تسجل في صحائف التلاميذ . وهذا الإنتاج يشمل جوانب متعددة سواء كانت أكاديمية أو فنية .
هـ- بطاقات التلاميذ:
وهذه البطاقات عبارة عن صحائف نفسية واجتماعية توضح حالة الطفل الدراسية وتحصيله ، واتجاهاته وميوله ، وهواياته ، وظروفه الاجتماعية والصحية ونشاطه الرياضي . والمفروض ان تكون هذه البطاقة دليلاً موجهاً للمدرسة في اكتشاف الأطفال الموهوبين .
و- تقدير الأقران:
لا يقل رأي الأقران أهميةً عن المصادر الأخرى ، وبالتحديد عندما نريد التعرف على بعض الصفات كالصفات القيادية ، ويمكن ان يتم ذلك من خلال استخدام الأساليب السيومترية . (عبدالرحمن سيد - 1997 - ص31-37).
ز- حكم الخبراء:
ان حكم الخبراء كوسيلة للكشف عن الأطفال الموهوبين والمتفوقين يعتبر أساسياً ، حتى أن التعريف الرسمي للموهبة والتفوق يشترط ذلك . إن الخبراء والمختصين في الميادين المتخصصة طريقة مناسبة للتعرف على الموهبة أو التفوق في تلك الميادين . بالإضافة إلى افتراض الدقة في الكشف والتعرف على الطلبة الموهوبين والمتفوقين من قبل الخبراء ، فإن هذه الطريقة لها فوائدها في تشجيع الطلبة وحفزهم على بذل مزيد من النشاط والجهد في المجالات التي يتميز فيها ، خاصة بعد أن يتم تشجيعهم للالتحاق ببرامج تربوية تعني بالطلبة الموهوبين والمتفوقين .
ان المطلوب من الخبراء والمختصين هو معرفة خدمات الطلبة الحقيقية وتمييزها عن الأداء المؤقت لبعض نماذج سلوكية متشابهة مع ما يقوم به الطلبة الموهوبين والمتفوقين . كذلك على الخبراء فهم خصائص المرحلة النهائية التي يمر بها الطفل والتي تساعدهم في الموازنة والمواءمة بين السلوك الذي يعبر عن قدرة متميزة تفوق ما هو متوقع من تلك المرحلة النهائية Mandell & Fiscus (يوسف القريوطي، وآخرون، 1995، ص428).
وأخيراً لكي نصل إلى أكبر درجة من الدقة في التعرف على الأطفال الموهوبين ، فمن الضروري أن يستعين بكل هذه الوسائل التي ذكرناها فمحصلتها جميعاً تجعلنا أكثر دقة واتفاقاً في الكشف عن الأطفال الموهوبين ورعايتهم ونتوقع أن تصل نسبة هؤلاء الأطفال من 15% إلى 20% من مجموع الأبناء.
( نقلاً من المنتدى السعودي للتربية الخاصة )
خصائص الموهوبون
من أهم الموضوعات في الوقت الحالي التي أهتم بها الكثير من الباحثين خصائص الموهوبين والمتفوقين. وقد بدأ "تيرمان" وهو من علماء النفس المهتمين بدراسة الموهوبين، ودراسته الطولية لمجموعة من الأطفال بلغ عددهم (1528) طفلاً، تم التعرف عليهم عام (1920) وقام بتتبعه لمدة (35) عاماً حتى وفاته، واستخدم اختبارات الذكاء الجماعية وملاحظة المعلمين، وركز على اختبار ستانفور - بينية للذكاء.
أ-الخصائص الجسمية:
وجد "يترمان" أن الموهوبين يتمتعون بمستوى مرتفع من اللياقة البدنية بوجه عام،ويتعلمون المشي قبل العاديين بحوالي شهر، وكذلك البدء في الكلام، وفترة نومهم أطول، ووجد إن حالات سوء التغذية، وأمراض الأسنان، والاضطرابات الحسية لديهم،مع زيادة الطول، قلة في عيوب النطق، ولا ننسى الفروق الفردية.
ب-الخصائص العقلية التعليمية:ـ
تمتاز هذه الفئة بالتفوق العقلي، مستوى أكبر في الالتحاق بالجامعات ومشاركة في أنواع النشاط، ولهم ميول للموضوعات العلمية، ولهم سمات من النضج والاتزان الانفعالي.
ج-الخصائص الانفعالية والاجتماعية:ـ
يقال أن هذه الفئة أكثر انطواءً، وأقل مشاركة في الحياة الاجتماعية، ولكن بعضالدراسات تشير إلى خصائص مغايرة، قد تثبت أن غالبية الموهوبين هم أكثر انفتاحاً،وأكثر نقداً لما يجري حولهم، وأكثر استقراراً من النواحي الانفعالية والاجتماعية، وأكثر التزاماً بالمهمات التي توكل إليهم، وأكثر واقعية في أدائها، وأكثر حساسية بمشاعرالآخرين، كما انهم أكثر استمتاعاً بالحياة ممن حولهم. (فوزية أخضر، عبدالعزيزالخويطر، 1993 - ص 170).
وقد قدمت عدة دراسات لاحقة الدعم للنتائج التي توصل إليها دراسة يترمان، وألقت دراسات أخرى الضوء على بعض الخصائص الأخرى للأطفال المتفوقين. فعلى سبيل المثال، بينت الدراسة التي قام بها واردWard سنة 1975، أن المتفوقين يتمتعون بالخصائص التالية:
أ- قابلية للتعلم من مستوى متميز، وتتمثل هذه القابلية بالإدراك الصحيح للمواقف والأحداث الاجتماعية والطبيعية والتعلم المستقل والسريع والفعال للحقائق والقوانينوالقراءة الهادفة ذات المعنى والقدرة المتميزة فيم يتصل بالتذكر واسترجاع المعلومات.
ب- قوة التفكير المتمثلة في القدرة على التمييز والاكتشاف السريع لأوجه الشبه وأوجهالاختلاف بين الأشياء والقدرة على التحليل والتنظيم والاكتشاف السريع للقوانين التي تحكم الأشياء وأصالة التفسيرات والاستنتاجات.
ج-حب الاستطلاع والواقعية للمعرفة والمتمثلة بالملل من الروتين وتنوع الاهتمامات والرؤية الثاقبة والدامغية الداخلية لتحليل الأشياء الصعبة والقدرة على المتابعة التفصيليةللأحداث والرغبة الجامعة في معرفة الأشياء.
وفي مراجعة شمولية للأدبيات التربوية والنفسية ذات العلاقة خلص سيجووساتو عام 1976 Seago & Sato
إلى خصائص تعليمية أخرى للموهوبين وهي:
قوة الملاحظة.
| |
الرغبة في تجريب الأشياء غير المألوفة.
| |
الاهتمام بحل المشكلات.
| |
حب الحقيقة.
| |
الاهتمام بالعلاقات السببية.
| |
الاهتمام بتطبيق القوانين.
| |
حب النظام.
| |
المهارة اللفظية.
| |
الاهتمام بالقراءة.
| |
طرح الأسئلة بكثرة.
| |
التفكير الناقد.
| |
التشكك.
| |
انتقاد الذات.
| |
قوة التركيز والانتباه.
| |
المثابرة.
| |
الحس المرهف.
| |
الطاقة الزائدة.
| |
تعدد الهوايات.
| |
الاعتماد على النفس.
| |
وبالنسبة للأداء الأكاديمي للتلاميذ المتفوقين فهو ليس متميزاً دائماً، بل إن منهم من يخفق في المدرسة أو يتسرب منها لأن المدرسة لا تتحدى قدراتهم ولا توفر لهم الدوافع المناسبة. واستناداً إلى ذلك، تتضح مشكلة أساسية حيث أن الطالب الموهوب كثيراً ما لا يصنف هكذا إلا إذا كان أداؤه متميزاً من الناحية الأكاديمية، والموهوبون والمتفوقون لا يكون أداؤهم متميزاً في الموضوعات الدراسية. فقد أوضحت دراسات مختلفة أن أداءهم في الاجتماعيات والعلوم العامة متميزة، أما في الرياضيات فالأمر ليس كذلك بالضرورة Ysseldykg & Algozzine (جمال الخطيب، منى الحديدي - 1997، ص363، 364، 365).
تعريف الموهبه والموهوبون
الموهبة
تعريف الموهبة
هو الذي يوجد لدية استعداد أو قدرة غير عادية أو أداء متميز عن بقية أقرانه في مجال أو أكثر من المجالات التي يقدرها المجتمع وخاصة في مجالات التفوق العقلي والتفكير الإبتكاري والمهارات والقدرات الخاصة ويحتاج إلى رعاية تعليمية خاصة 0
تعريف الموهبة والموهوبين
لغوياُ : بالرجوع إلى معاجم اللغة العربية نجد كلمة ( موهوب ) مأخوذة من الفعل ( وهب ) وهي العطية أي الشيء المعطى للإنسان والدائم بلا عوض ففي لسان العرب الموهبة : من وهب - يهب ووهوب أي يعطيه شيئاً . أما معجم المنجد : فقال : وهب أي إعطاء الشيء بلا عوض . أما القاموس المحيط : فالموهبة : من وهب _ يهب والموهبة العطية .
اصطلاحا ( نبذة تاريخية ) :-
1- أول من تطرق للتفوق والموهبة هو جالتون عام 1883 م والملقب ( جد علم تربية الطلبة المتفوقين ) حيث كان يعتقد أن التفوق وراثي وثابت في الأفراد .
ولعله كان متأثراً بتخصصه في علم الأحياء حيث ألف كتابه الشهد وراثة العبقرية
التعريفات الحديثة :
1- تعريف ويثي / والذي تبنته الرابطة الأمريكية للأطفال الموهوبين حيث يعرف الموهوبون بأنهم أولئك الأفراد الذين يكون أداؤهم عالياً بدرجة ملحوظة بصفة دائمة .
2- تعريف مير لاند/ عام 1972 م الذي تبناه مكتب وزارة التربية والتعليم الأمريكية حيث يقول عن الموهوبين أن هؤلاء الأطفال الذين يملكون قدرات وإمكانيات غير عادية تبدو في أدائهم العالي والمتميز والذي يتم تحديدهم من خلال خبراء متخصصين مؤهلين ومتمرسين وممن لا تخدمهم مناهج المدارس العادية وبحاجة إلى برامج متخصصة ليتمكنوا من خدمة أنفسهم ومجتمعهم . وتشمل مجالات الأداء العالي المتميز ( مجالات الموهبة ) واحدا أو أكثر من المجالات التالية :
1- القدرات العقلية العامة : المعلومات العامة _ القدرة اللغوية ( التجريد والمعنى للمفاهيم ) القدرة على الاستدلال ....
2- القدرة الأكاديمية المتخصصة : قدرات عالية في اختبارات التحصيل الدراسي في الرياضيات أو اللغة .
3- القدرة القيادية : القدرة على حل المشكلات ارتفاع مستوى الثقة بالنفس وتحمل المسؤوليات والتعاون الميل للسيطرة القدرة على التفاوض القدرة على توجيه الآخرين وسياستهم .
4- القدرة الإبداعية والإبتكارية : وهي القدرة على إنتاج العديد من الأفكار الجيدة أو تجميع العناصر التي تبدو متنافرة .
5- المهارات الفنية أو الأدائية : وتشمل هذه المواهب الخاصة في مختلف الفنون كالرسم والأدب والخطابة والشعر الخ......
6- القدرات نفس حركية : وتشمل الاستخدام الماهر للقدرات النفس حركية أو المهارات المكانية أو الجسمية .
3 _ تعريف رونزلي : حيث اقترح مفهوم سلوك الموهوب كحل بديل عن القصور الملموس في التعريفات المنتشرة حيث يقترح أن سلوك الموهوب ينتج من خلال الإتيان بالعناصر التالية :
1_ مستوى فوق متوسط من القدرات .
2_ المهارات الإبداعية .
3_ الالتزام بأداء العمل (( قدرته على إدارة الوقت )).
4_ التعريف المحلي : حيث تم تطوير التعريف من قبل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية عام 1418 هـ ثم تم اعتماده من قبل وزارة التربية والتعليم في المملكة بموجب قرار وزاري رقم 877 في 6/5/1418هـ حيث يعرف الموهوبون بأنهم الطلاب الذين يوجد لديهم استعدادات وقدرات غير عادية أو أداء متميز عن بقية أقرانهم في مجال أو أكثر من المجالات التي يقدرها المجتمع وبخاصة في مجالات التفوق العقلي والتفكير الإبتكاري والتحصيل العلمي والمهارات والقدرات الخاصة ويحتاجون إلى رعاية تعليمية خاصة لا تتوافق لهم بشكل متكامل في برامج الدراسة العادية .
تعريف الموهبة
هو الذي يوجد لدية استعداد أو قدرة غير عادية أو أداء متميز عن بقية أقرانه في مجال أو أكثر من المجالات التي يقدرها المجتمع وخاصة في مجالات التفوق العقلي والتفكير الإبتكاري والمهارات والقدرات الخاصة ويحتاج إلى رعاية تعليمية خاصة 0
تعريف الموهبة والموهوبين
لغوياُ : بالرجوع إلى معاجم اللغة العربية نجد كلمة ( موهوب ) مأخوذة من الفعل ( وهب ) وهي العطية أي الشيء المعطى للإنسان والدائم بلا عوض ففي لسان العرب الموهبة : من وهب - يهب ووهوب أي يعطيه شيئاً . أما معجم المنجد : فقال : وهب أي إعطاء الشيء بلا عوض . أما القاموس المحيط : فالموهبة : من وهب _ يهب والموهبة العطية .
اصطلاحا ( نبذة تاريخية ) :-
1- أول من تطرق للتفوق والموهبة هو جالتون عام 1883 م والملقب ( جد علم تربية الطلبة المتفوقين ) حيث كان يعتقد أن التفوق وراثي وثابت في الأفراد .
ولعله كان متأثراً بتخصصه في علم الأحياء حيث ألف كتابه الشهد وراثة العبقرية
التعريفات الحديثة :
1- تعريف ويثي / والذي تبنته الرابطة الأمريكية للأطفال الموهوبين حيث يعرف الموهوبون بأنهم أولئك الأفراد الذين يكون أداؤهم عالياً بدرجة ملحوظة بصفة دائمة .
2- تعريف مير لاند/ عام 1972 م الذي تبناه مكتب وزارة التربية والتعليم الأمريكية حيث يقول عن الموهوبين أن هؤلاء الأطفال الذين يملكون قدرات وإمكانيات غير عادية تبدو في أدائهم العالي والمتميز والذي يتم تحديدهم من خلال خبراء متخصصين مؤهلين ومتمرسين وممن لا تخدمهم مناهج المدارس العادية وبحاجة إلى برامج متخصصة ليتمكنوا من خدمة أنفسهم ومجتمعهم . وتشمل مجالات الأداء العالي المتميز ( مجالات الموهبة ) واحدا أو أكثر من المجالات التالية :
1- القدرات العقلية العامة : المعلومات العامة _ القدرة اللغوية ( التجريد والمعنى للمفاهيم ) القدرة على الاستدلال ....
2- القدرة الأكاديمية المتخصصة : قدرات عالية في اختبارات التحصيل الدراسي في الرياضيات أو اللغة .
3- القدرة القيادية : القدرة على حل المشكلات ارتفاع مستوى الثقة بالنفس وتحمل المسؤوليات والتعاون الميل للسيطرة القدرة على التفاوض القدرة على توجيه الآخرين وسياستهم .
4- القدرة الإبداعية والإبتكارية : وهي القدرة على إنتاج العديد من الأفكار الجيدة أو تجميع العناصر التي تبدو متنافرة .
5- المهارات الفنية أو الأدائية : وتشمل هذه المواهب الخاصة في مختلف الفنون كالرسم والأدب والخطابة والشعر الخ......
6- القدرات نفس حركية : وتشمل الاستخدام الماهر للقدرات النفس حركية أو المهارات المكانية أو الجسمية .
3 _ تعريف رونزلي : حيث اقترح مفهوم سلوك الموهوب كحل بديل عن القصور الملموس في التعريفات المنتشرة حيث يقترح أن سلوك الموهوب ينتج من خلال الإتيان بالعناصر التالية :
1_ مستوى فوق متوسط من القدرات .
2_ المهارات الإبداعية .
3_ الالتزام بأداء العمل (( قدرته على إدارة الوقت )).
4_ التعريف المحلي : حيث تم تطوير التعريف من قبل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية عام 1418 هـ ثم تم اعتماده من قبل وزارة التربية والتعليم في المملكة بموجب قرار وزاري رقم 877 في 6/5/1418هـ حيث يعرف الموهوبون بأنهم الطلاب الذين يوجد لديهم استعدادات وقدرات غير عادية أو أداء متميز عن بقية أقرانهم في مجال أو أكثر من المجالات التي يقدرها المجتمع وبخاصة في مجالات التفوق العقلي والتفكير الإبتكاري والتحصيل العلمي والمهارات والقدرات الخاصة ويحتاجون إلى رعاية تعليمية خاصة لا تتوافق لهم بشكل متكامل في برامج الدراسة العادية .
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)